هالة الناصر
يخطو اقتصاد المملكة بخطى واثقة نحو الأفضل، لينافس اقتصادات الدول الكبرى، وفقاً لرؤية المملكة 2030، المهتمة بتنويع المصادر وعدم الاعتماد على النفط فقط، فيما جاء اكتتاب شركة أرامكو ليجذب الاستثمارات من كل مكان، ويؤكد أن هناك ثقة عالمية باقتصاد المملكة وإدارته من قبل الحكومة السعودية ومتانة النظرة الاقتصادية على المدى الطويل لقطاع النفط والاقتصاد السعودي بشكل عام، وبالتالي جذب الأنظار العالمية، لتعزيز عمق وحجم الأسواق المالية السعودية وفتح المجال لـ»أرامكو» والشركات السعودية الأخرى للدخول مجدداً في أسواق المال الدولية؛ نظراً للإقبال على الاستثمار المحلي والدولي في قطاع النفط والطاقة لأهميته في الاقتصاد العالمي.
ويعد طرح شركة أرامكو للاكتتاب العام، وبيع 0.5 % من أسهمها لمستثمرين أفراد في الطرح العام الأولي كحد أعلى، فرصة ذهبية لتحسين مداخيل المواطنين، كما أن فرصة اكتتاب المواطن من الفرص النادرة وغير المسبوقة بالمزايا التي أعلنتها الشركة، وحمتها الدولة بالحوافز والضمان القانوني وفق ما ورد في نشرة الاكتتاب.
وبما أن طرح نسبة من رأسمال أرامكو محلياً ودولياً، يعتبر أكبر طرح عالمي حتى الآن، في الوقت الذي أعطت الدولة محلياً فرصة ذهبية لكل من يرغب بالاكتتاب، يدل الطرح دلالة واضحة بأن الدولة تحرص على إتاحة المجال لأكبر عدد من المواطنين للاكتتاب، وإشراك المكتتب في ملكية الشركة، وهو دافع معنوي قوي يربط المواطن باقتصاد وطنه، وينمي مدخراته على المدى المتوسط والطويل، ويعتبر اكتتاب أرامكو الأكبر تاريخياً، ما يجعله يمثل انتعاشاً اقتصادياً كبيراً للسوق المطروح بها، ما قد يصبح تحولاً كبيراً في سوق الأسهم السعودية، حيثُ ستتحول من سوق مالية محلية إلى سوق عالمية يتهافت جميع القائمين على أكبر الأسواق العالمية للوصول إليها.
ومن فوائد الاكتتاب زيادة القيمة السوقية لها ما سيعمل على تعزيز قدراتها وكفاءتها في إدارة الموارد الهيدروكربونية الموجودة بالمملكة، والعمل على إضافة المزيد من الشفافية في الأسواق النفطية العالمية وذلك لكونها هي الشركة الأكبر عالمياً. أما من الناحية السياسية، سيعزز هذا الطرح الاقتصادي الضخم مكانة المملكة ويُزيد من ثُقلها السياسي بين الدول الرائدة بدافع الحفاظ على مصالحها الاقتصادية المشتركة معها، كما سيدعم الاكتتاب زيادة فرص الاستثمار الأجنبي في السوق السعودية وزيادة معدل الأموال المُستثمرة به تدريجياً ما سيعمل على انتعاش السوق الاقتصادية السعودية، وتوفير العديد من فرص العمل والوظائف.