محمد المنيف
كثير ما تتاح الفرص للفنانين التشكيلية لإلقاء المحاضرات أو الندوات على مستوى مؤسسات ذات علاقة بالفن التشكيلي أو ما يجتهد به أفراد في فعالياتهم كجماعات أو ملتقيات لمزج المعارض بفعاليات منبرية تثقيفا للمستمع غير المتخصص وتحريك ساكن ثقافة المتخصص، لكن المؤسف أن يجعل البعض هذه الفعاليات تأليب للنفوس والتحريض لإثارة الأحقاد بتوجيه الاتهامات ووصف من يختلف معهم من زملائهم إن كانوا من الحضور أو غائبين بصفات لا يقبلها عقل أو يطلقها لسان عاقل بالتصريح أو التلميح، أو التقليل من جهود جهات رسمية أو مجتمعية، تسعى لخدمة الفن التشكيلي، خصوصا إذا جاءت ممن يؤتمنون على إلقاء محاضرة أو يشاركون في ندوة لها موضوع محدد دون تدخل من المسؤول عنها بمراجعة للأوراق أو اشتراط عدم الخروج عن النص أو الموضوع الذي اختاره للارتقاء بمفهوم الفن نظريا، ومع ذلك يتجاوز المتحدث تلك الأمانة والثقة محملا المسؤولية على من تنسب له تلك الفعالية.
لقد تابعنا وسمعنا ورأينا ما قيل في إحدى تلك الفعاليات بينت ضحالة فكر بعض من قدم أوراقه أو محاضراته فيها باستغلاله الفعالية لتصفية الحسابات والتعدي على أفراد ينافسونه منافسة راقية لم يرتقي لها عقله ولم يستوعبها، دون علم المتحدث أنه كشف للحضور ومن علم بسلوكه اللفظي، ما يحمله من مخالفة لآداب الحديث وجهله بما يحدث للمنجز التشكيلي الوطني وبأهمية التعامل معه في هذه المرحلة ومع أجيال تنتظر الأخذ بأيديهم إلى بر الأمان بعيدا عن مثل هذه المهاترات واستعراض عضلات ذهنية مترهلة مبنية من رواسب قديمة يجترها من لا يستحق الثقة.
إننا في مرحلتنا الحالية وما يعد فيها لبناء مستقبل أكثر تنظيم وتقريب لمفهوم الإبداع التشكيلي وأهدافه التي تكمل جهود المؤسسات والأفراد المتخصصة فيه، تحتاج من التشكيليين ما يوازي ذلك التوجه للارتقاء بالذائقة العامة والتغيير فيما يمكن وصفه بالخطاب التشكيلي بعيد عن تلك السقطات من أجل الشهرة على حساب الآخرين بالتعرض للمؤسسات والأفراد بما قد يثير قضايا أجزم أن من يخطط لمسار الفن التشكيلي والفنانين الصادقين في هذا الوقت في غنى عنها.