«الجزيرة» - متابعة - محمد المنيف:
الفنان طه صبان كلما حضر في الذاكرة أو المكان يثير الإعجاب ويستحضر في الأذهان تاريخه ومسيرته الممتدة سنوات طويلة كان فيها فارساً لا يشق له غبار منافساً بشرف مبدعاً دون تملق صادق في ما قدمه ويقدمه من لوحات غمس فرشاته في جمال الوطن وألوانه حباً وعشقاً وتوثيقاً واتقاءً بذائقة المجتمع لم يتوقف عند جمال مدينته ومسقط رأسه مكة المكرمة، بل امتد هذا العشق لكل مدينة وقرية حاضرة وبادية حصد الجوائز فكان قناصها فترات طويلة دون منازع سيرته عطرة مليئة بالمناسبات والجوائز والتكريم.
قبل أيام اجتمع قطبا الإبداع وداعموه في جدة النادي الأدبي بقيادة الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي رئيس نادي جدة بالتعاون مع جمعية ثقافة جدة بقيادة الشاعر محمد آل صبيح وأقاما حفلاً لتكريم الفنان طه صبان أحد رواد الفن التشكيلي السعودي بحضور الدكتور عبدالله صادق دحلان رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا ومدير فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ وليد بافقيه وعدد كبير من رموز الثقافة والأدب والفنون.
وبهذه المناسبة قال الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي رئيس نادي جدة الأدبي: يأتي هذا التكريم في إطار عملية البناء الثقافي من خلال تسليط الضوء على المنجز وصانعه وأثره في محيطه وتجربة الفنان القدير طه صبان حافلة بالمنجزات وهو قيمة وطنية في مجال الفنون السعودية ويستحق هذا التكريم الذي يأتي بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بجدة ويجسد تكامل العمل المشترك للنهوض بالحركة الثقافية والفنية في جدة.
ومن جانبه أشاد مدير الجمعية الأستاذ محمد آل صبيح بمبادرة نادي جدة الأدبي في توسيع أنشطته وانفتاحه على الفنون وهذا يعزز الدور البناء والإيجابي، وقال: ما يقوم به الدكتور عبدالله السلمي وفريق عمله يستحق منا الشكر والتقدير فقد صنع الفارق وجعل من مقر النادي ملتقى للمثقفين والفنانين.
حفل يليق بمن كرم ومن حضر
الحفل لم يكن عادياً بل كان بطعم ونكهة مزيج بين الأدب بالفنون المرئية والمسموعة حضوراً وتفاعلاً، حيث بدأت الاحتفالية بمشاركة فرقة الفنون الشعبية بالجمعية بتقديم بعض الفلكلورات الشعبية ثم افتتح المعرض الشخصي للفنان طه صبان تلاه عرض فيلم وثائقي عن حياته وفنه بعدها بدأت ندوة بعنوان: «طه صبان.. وجدان فنان» أدارها الفنان والناقد عمر حمدان وشارك فيها كل من الفنان فيصل الخديدي والناقد عبدالرحمن مغربي والفنان أحمد حسين، والدكتور عصام عسيري، أشاد فيها الفنان فيصل الخديدي بتجربة الصبان حيث قال: قدم الصبان الكثير من المنجزات الكثيرة للساحة التشكيلية المحلية في أكثر من مجال إدارياً وفنياً وإنسانياً وهي المناقب التي جعلت من التكريم يصغر ويضيق حجمه مهما كبر أمام قامة عطاء طه الصبان الفني والإنساني، وتتسابق المؤسسات لتكريمه المستحق مثلما تسابقت إنسانيته مع فنه في سيل عطاء مستمر ظاهر وخفي.
من جانبه تحدث الناقد عبدالرحمن مغربي بقوله: حين يلون الصبان فأنه يخرج من دائرة التسطيح إلى نقطة الانصهار والعمق ليحدث نوعاً من الهرموني اللوني أساسه الدمج والتجريب للوصول إلى ألوان جديدة وحس مختلف يرتبط به وبذاته التواقة إلى البحث والتجريب، محدثه بذلك ثراء لوني مذهل قوامه الأصفر والأزرق والأحمر بدرجاته.
وتحدث الدكتور عصام عسيري بقوله: وضع الصبان هوية للعناصر والمفردات التي يرسمها، لمساتها آتية من تراثه البصري السعودي، يجاري بهذه الهوية اللونية والشكلية روائع الأعمال لعظماء الفنانين العالميين في قمة جماليات إنتاجه الحديث في متاحف أوروبا والعالم.
وأخيراً تطرق الفنان أحمد حسين في روقته التي جاءت بعنوان: «ألف الأماكن فألفته»، حيث تحدث عن أعمال الصبان واهتمامه بالحجاز وتراث الحجاز بالإضاءة للإنسانية التي يتمتع بها في عمله.
تكريم جديد يضاف لمحطات تكريم الصبان
في نهاية الحفل كان الختام برائحة المسك عندما بدأ الفنان طه صبان يتلقى درع التكريم والإهداءات من زملائه الفنانين والفنانات كما تم تكريم المحاضرين.