علي الصحن
يحتفل الهلاليون في طول البلاد وعرضها هذه الأيام بفوز فريقهم بكأس دوري أبطال آسيا للمرة الثالثة - اللقب السابع على مستوى القارة والـ (59) على كافة المستويات - ومع الهلاليين كل الحق وهم يحتفلون بانتصار فريقهم، وإضافة لقب جديد إلى خزائنه المرصعة بالذهب، وتأكيده على زعامته لأندية القارة (الصفراء)، وهي الزعامة التي بقيت ثابتة راسخة رغم غيابه لنحو (16) عاماً عن تحقيق لقب قاري.
الغريب أن هناك من يريد مصادرة الفرحة الهلالية باللقب القاري، والتأكيد على أن الهلاليين قد بالغوا في الاحتفال، وأن هذه الاحتفالات تعبر عن حقد وغيرة من المنافسين، وأنها تثير الحساسية بين الجماهير الرياضية ... إلخ ! مع أن الواقع يقول من يمارسون المثالية اليوم، هم من كان يؤجج التعصب ويسيء للهلال وتاريخه ويقلِّل من شأنه بشكل مقزِّز مرفوض حتى الساعة الثالثة من ظهيرة الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي، والواقع يقول أيضاً إن الهلاليين يحتفون بفريقهم وبطولته، وليس بخسارة منافس وفوز منافس لا تربطهم به ناقة ولا جمل إلا كونه سيلعب مع الهلال، والواقع يقول أيضاً أن هناك تصريحات وأماني وسخرية قد صدرت من محسوبين على أندية بعينها، كانت تعبّر بصراحة عن أمنياتها بخسارة الهلال وفوز منافسه باللقب القاري.
الهلاليون يحتفلون بفريقهم، ومع كل الحق في ذلك - مع رفضي لأي مبالغات وإسراف في هذا الشأن - ولم يفعلوا مثل غيرهم، الذين خرجت مكنونات أنفسهم بشعور أو بغيره بعد خسارتي الهلال لنهائيين سابقين، فقد نحرت الحواشي، وأقيمت الولائم، وأنتجت المقاطع، ونسجت القصائد، ومزّقت الأوراق النقدية، ولهج البعض بالدعاء عليه من خلال مقاطع مصوّرة في المساجد، وصيغت عناوين السخرية من بعض الصحف، ووصف إعلاميوه على الهواء بأوصاف لا تخرج من عاقل يحترم مهنته وزملاءه، ويحدث هذا وهو يخسر من فرق أجنبية، ومع ذلك لم يخرج من خرجوا اليوم بلباس المثالية والمطالبة بالهدوء ومعاقبة من يخرج عن النص، فلماذا انقلبت المفاهيم اليوم؟ ولماذا تغيّرت اللهجة والمنطق، ولماذا يحلّون لأنفسهم ما يرفضونه من غيرهم؟
لقد كشف الفوز الهلالي الكبير الكثير من الأقنعة، وأكد أن القناعات التي تختبئ خلفها ليس ثابتة دائماً، وأن ما يحدث داخل الملعب هو ما يسيرها، كما أنه كشف الكثير من الأقوال والأكاذيب التي كانوا يرددونها ويصدقونها ويريدون من غيرهم أن يصدقها، لقد بيَّن الإنجاز الهلالي القيمة الكبيرة والشعبية الهائلة له في مختلف أنحاء المعمورة، والمحبة التي يحظى بها على نطاق واسع، فقد انهالت التهاني من كل حدب وصوب، وأقيمت الأفراح في العديد من الدول، وكان للقاء النهائي متابعة واسعة لم تحدث لفريق من قبل.
جاء الفوز الهلالي في وقته تماماً، ولربما لو تحقق من قبل لما كان له القيمة والأثر الذي يحدث اليوم، وكما يقال (في كل تأخيرة خيرة ) ..فليفرح الهلاليون وليهنأوا بفريقهم وإنجازه وتاريخه العظيم، ولا عزاء لمن كانوا ينتظرون سقوطه، فسقطوا من حيث يعلمون ولا يعلمون.