حقيقة للتاريخ رجاله العظماء الذي سجل أعمالهم ومكانتهم وكانوا للقوة عنواناً حيث يوجد على مر التاريخ الكثير من الأشخاص الذين حصلوا على مكانة؛ لأمور عديدة تمكنوا من فعلها، وإنجازها في عهدهم، وتشمل هذه الإنجازات أموراً دينيّة، وحربيّة، وعلميّة، وتعليميّة، والدفاع عن النفس وتحقيق المجد.. وهذا ما نراه من أبناء الملك عبدالعزيز مؤسس هذه البلاد، حيث استمدوا القوة والعزيمة من أبيهم.. ونحن الآن بصدد إصدار فيلم بعنوان: (الفيلم الهوليودي ولد ملكاً).. عمل سينمائي تاريخي عالمي لأول مرة في السعودية والزيارة التاريخية للملك فيصل إلى بريطانيا عام 1919 عندما كان عمره 14 عاماً، خلال عمله كمبعوث لوالده الملك عبدالعزيز آل سعود.
فيلم يحكي قصة الملك فيصل بن عبدالعزيز حين تم إرساله لبريطانيا بعمر 14 سنة ليتفاوض معهم بأمور الدولة مع العديد من الشخصيات القيادية مثل ونستون تشرشل. وسيكون أول الأفلام الحصرية.. على السينما السعودية للتعريف بالملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، الذي ولد في العام 1324هـ - 1906م، وتوفيّ في العام 1395هـ - 1975 م، ووالده هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وأمه الأميرة طرفة بنت عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، واستلم حكم المملكة العربية السعودية في اليوم الثاني من شهر نوفمبر - تشرين الثاني لعام 1964م، واستمر حكمه إلى اليوم الخامس والعشرين من شهر مارس - آذار 1975م.
وسيكون (ولد ملكاً) فيلماً وفناً سينمائياً وثائقياً مهماً يبدأ عرضه في الرياض نهاية شهر سبتمبر 2019. هو إنتاج مشترك بين السعودية وإنجلترا وإسبانيا، وجرى تصويره بين الرياض ولندن.. حقيقة الفن السينمائي الوثائقي مهم للأجيال حيث يحاول إيصال حقائق ووقائع تحدث بالفعل بشكل يهدف إلى جذب الجيل للتاريخ، وإيصال فكرة أو معلومة بشكل واضح وسلس أو مثير للإعجاب.
نعم هكذا الأفلام التي يُشاهدها الأجيال ليعتزوا بملوكهم وبأفعالهم وكيف صنعت هذه الدولة العظيمة وهذا الحكم المجيد من أبناء وأحفاد مؤسس بلادنا.. حقيقةً نحن بحاجة إلى من يُساعد هذا الجيل على قراءة التاريخ بأيّ طريقة كانت لزيادة التوعية القومية لديهم، وكذلك اعتزاز الفرد بتاريخ أمته، وهنا يُصبح التاريخ إلهاماً لعمل الإنسان، وإبداعاته، ومُحفزاً له للعمل.. لأن التاريخ يُستعمل كأداة لترسيخ الوحدة الوطنية، والكفاح ضد القوى المعادية للدولة.
وهناك آراء من مؤرخين حول فائدة التاريخ يقول المؤرخ اليوناني بوليبيوس: إنّ التاريخ مُفيد جداً في تعليم الفلسفة من خلال ذكر الأمثلة، والعبر التي يعرضها. ويذكر بوليبيوس أنّ الإنسان يتعلم من أخطائه السابقة. أما ابن خلدون فصرح بما يُشبه رأي بوليبيوس.. فقال إنّ التاريخ يوقفنا على ظروف الأمم السابقة، وأخلاقهم، وسِير الأنبياء، والملوك، وطبيعة سياستهم كي يتم الاقتداء بهم، والابتعاد عن أخطائهم التي ارتكبوها.
هذا ما ينبغي عرضه وفهمه للأجيال ليعرفوا تاريخ بلادهم وقادتهم ويكون لهم قدوة.. وبعرض هذا الفلم سيكون مغيراً لمفاهيم كثيرة، وعودة بالمجتمع لتاريخ أمجادهم ليعرفوا أن السعودية وإلى الآن دار مجد ورفعة منذ الأمد.