أ. د.عبد العزيز بن محمد الفيصل

ومن ذا الذي لا يفتخر بالملك سلمان في مملكة الرخاء والأمن، فالكل يرحب بهذه الذكرى التي بايع فيها شعب المملكة العربية السعودية سلمان بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد.. لقد رحبت المدن والقرى وسكان البادية بملك عرفته بالوفاء والعزم؛ وقد بادرت بتقديم البيعة وفوداً على عاصمة المملكة العربية السعودية، حيث يصافح الفرد ملك البلاد مبايعاً، وقد تقاطرت الوفود على العاصمة.. أما الكثرة من سكان المملكة فقد بايعت في مقر الإمارات ومقر المحافظات، لقد كانت السعادة تصحب المبايع حيث يشعر أنه قد أوثق رباطاً بينه وبين ملك البلاد، هذا الرباط يقود إلى التلاحم والتآخي بين الملك وأفراد الشعب، إنها سعادة تنبع من القلب وتهيمن على النفس فالإنسان السعودي يتمثل الملك شاخصاً أمامه يحترمه ويمتثل لأوامره.. فالبيعة ميثاق شرعي ورباط اجتماعي وعهد بين الملك والشعب، عراه الأخوة ولحمته الانقياد ونسيجه التفاف الشعب حول القيادة.

إن البيعة لمن يفهمها إعطاء الشعب ثقته في الملك سلمان، وهذه الثقة يقدرها الملك لشعبه، فيتفانى في خدمته بكل ما أوتي من قوة، لأن الملك يتمنى لشعبه الخير والرفاه وسعة الرزق، وإبعاد الجهل والمرض والفقر عن كل فرد من أبناء المملكة العربية السعودية، وبما أن الشعب منح القيادة للملك سلمان فهو راضٍ عن عمله لصالح شعبه، وعمله المنوط بالعالم الإسلامي والعالم العربي، بل هو راضٍ عن رؤيته تجاه العالم.

فالمملكة العربية السعودية ليست بمنأى عن العالم فهي جزء منه تتأثر به ويتأثر بها، وبما أن الشعب بايع الملك فقد فوضه فيما يصلح البلد من علاقة مع الآخرين، وعلاقات الدول اليوم تتعلق بالسفر في البر والبحر والجو، وتتعلق بالتجارة التي تجوب البحار فمصالح الشعوب متشابكة.

إن شعب المملكة العربية السعودية يعرف الملك سلمان قبل أن يكون ملكاً، فإعطاؤه الثقة مبني على نبل وسمو وعزم، ولو استعرضنا أعماله الجليلة منذ أن بويع ملكاً للبلاد إلى يومنا هذا الذي نحتفل فيه بالذكرى الخامسة لوجدناها ماثلة للعيان وأهمها:

رفاهية الشعب: والرفاهية تتمثل في متطلبات الأسرة، من معيشة تكون في متناول الكبير والصغير بحيث يكون الفقر بمنأى عن محيط الأسرة، فالعيش والكساء والمركب من متطلبات الرفاهية، ومن متطلبات الرفاهية التعليم.. فالجهل محارب من قبل الملك سلمان؛ وما هذه المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية التي تعم أرجاء المملكة إلا سد منيع يحمي الأسرة من غول الجهل، ومع أن التعليم الجامعي ليس في صف التعليم العام من ناحية حماية أفراد الأسرة من الجهل إلا أن الرغبة في الازدياد من العلم دعا إلى افتتاح الجامعات ثم التوسع فيها، فكل إمارة تحوي جامعة، وبعض الإمارات تحوي أكثر من جامعة مثل إمارة مكة المكرمة وإمارة المدينة المنورة وإمارة الرياض كما تتمثل الرفاهية في سلامة الأسرة عن الأمراض، ولا يتوافر ذلك إلا بوعي صحي مع توافر المشافي وإتاحتها لأفراد الأسرة، والصحة العامة للأسرة من أولويات اهتمامات الملك سلمان.. ولذلك وجدت المراكز الصحية في المدن والقرى، فلا تجد اليوم قرية في المملكة إلا ويوجد فيها مركز صحي.. أما المستشفيات فهي في المدن. وتعتز المملكة اليوم بأنها أثبتت تقدمها في الناحية الصحية المرئية في الإعلام العالمي، فهي تشارك دول العالم في التقدم الصحي المتمثل في معالجة الأمراض أو درئها قبل نزولها، ولا ننسى قصد مشافي المملكة من قبل الآخرين في الدول المجاورة أو الدول البعيدة، فمهارة الأطباء السعوديين أخذت شهرة عالمية سواء كان ذلك في زراعة الأعضاء أو فصل الأطفال التوائم أو معالجة الأمراض المستعصية.. وما المؤتمرات الطبية التي تعقد في المملكة إلا اعتراف بالتقدم الطبي الذي تشهده مملكة الملك سلمان -أدام الله عزّه-.

ومما هو تحت نظر خادم الحرمين الشريفين خدمة الإسلام، ومن أجل ما يقوم به الملك سلمان تيسير الحج والعمرة للعالم الإسلامي.. فالحجاج والمعتمرون يأتون من أقاصي الأرض من أستراليا وأمريكا وكندا وجنوب إفريقيا وسيبريا والصين يأتون إلى البلاد المقدسة، فيجدون الأمن وهو مفقود في بعض البلاد والسكن الملائم والمركب الميسر والمعيشة المعتدلة فيؤدون مناسكهم في خشوع المسلم المستسلم لربه، فيقضون أيام الحج والعمرة والزيارة لمسجد الرسول في خشوع وانقياد للواحد الأحد، فأمور الدنيا قد تكفل بها خادم الحرمين الشريفين، وقد انبهر العالم كله في صفاء حج العام المنصرم (1400هـ) ونقائه فلم يعكره تدافع أو تزاحم لأن خادم الحرمين الشريفين يرعاه ببصره ويحوطه بعنايته فرجاله قاموا بواجبهم خير قيام وإذا كانت خدمة الإسلام تتمثل في رعاية الحج والعمرة فإنها تشمل طباعة المصحف الشريف ورعاية المساجد ومساعدة الأقليات الإسلامية وتوفير مستلزمات الحياة من مياه الشرب والمعيشة لفقراء المسلمين في كل مكان من أرجاء المعمورة.

والقضية الفلسطينية هاجس الملك سلمان، فهي تحت نظره يعالجها في الأمم المتحدة، ويدفع مستحقات الفلسطينيين في حينها بدون تأخير، بالإضافة إلى رفد الإخوان الفلسطينيين عندما تتكالب عليهم الدول الكبرى، فمنح المملكة ليس لها شروط وإنما هي أخوة، فإذا نابت النوب بالفلسطينيين وجدوا في المملكة المعين والمساعد بالمال والمساند في المؤتمرات العالمية والعربية.

الملك سلمان مع قضية فلسطين ومع الحق العربي يشهد بذلك الفلسطينيون أنفسهم.. أما البهرجة والإعلام المضلل فهو ظل يزول وتبقى الشمس ساطعة تشهد بأعمال سلمان وجهوده التي لا تنقطع.

ومن أعمال الملك سلمان إغاثة المحتاجين من فقراء ومنكوبين.. فيد سلمان الإغاثية امتدت إلى أرجاء العالم من مساعدات غذائية توزع في اليمن وعلى النازحين السوريين في الأردن ولبنان والصومال وبنقلاديش، كما امتدت يد سلمان إلى إغاثة من نكبتهم الزلازل والفيضانات والسيول ومن شردتهم الحروب.. أما المساعدات الصحية فهي صنو المساعدات الغذائية.. فالأدوات الطبية تشحن إلى اليمن والأطباء السعوديون يعالجون المرضى في اليمن والصومال كما يعالجون النازحين من السوريين.

ورعاية الأيتام والمعوقين من أهم الأعمال التي يحرص على تحقيقها بل إنه يقوم بزيارات لهذه الفئة من وقت لآخر.

والتفات الملك سلمان إلى علاقة المملكة مع دول العالم مبني على المصالح المشتركة ولا يهمل القيم من حق وخير وجمال، كما أن اهتمام خادم الحرمين بعلاقة المملكة بالأمم المتحدة قائم على المواثيق المبرمة بين المملكة والأمم المتحدة ولذلك أفسح المجال في حق المرأة فساقت السيارة وأخذت حقها.. ويحرص الملك على التعريف بالمملكة عن طريق الرياضة ونوابغ أبنائها الذين يشاركون في المنتديات الدولية.. وقد أفسح المجال للترفيه المتمثل في الصقور والإبل والفروسية وسياقة السيارات وألعاب الشباب والأطفال.

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وألبسه ثوب الصحة والعافية.