فهد بن جليد
على طريقته الخاصة في نهاية كل أغنية كان يؤديها، ودعنا شعبان عبدالرحيم وكأنَّه يقول لنا بالفعل (بس خلاص) إلى هنا وانتهى كل شيء يحكي قصة (شعبولا)، فهذه نهاية مرحلة زمنية جديرة بالاهتمام والدراسة لحياة فنان مصري شعبي تردَّد البعض في إطلاق اسم فنان عليه، ولقبوه بالمؤدي الشعبي لا أكثر، إلاَّ أنَّه جمع المُتناقضات بشكل فريد فهو يُطرب الغلابة وجماهير الشارع، بذات الإيقاع الذي تطرَّب له (الطبقة المخملية) في حالة فريدة جمعت بين اهتمام وذوق كل الطبقات تقريباً، ليُحدث تغييراً في الأذن الطربية بتطويعه (سلم الموسيقى الشعبية) وفق لزمته الخاصة الشهيرة (اااييييهه)، التي جعلت الطرافة والفكاهة وجها آخر للفن والسياسة، عندما خلط بينها جميعاً على رأي عمرو موسى -أمين جامعة الدول العربية السابق- الذي نعاه اعترافاً بأفول نجم، بعد أن غنَّى له الراحل أغنيته الشهيرة (بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل)، الأغنية التي أعادت الفن لطريق المقاومة العربية في وجه الاحتلال.
رحلة (شعبولا) في إثبات ذاته والصدح بفنه والإيمان بموهبته، لم تكن مفروشة بالورود دائماً، بل إنَّ بعض الفنانين والنقاد تفرَّغوا للهجوم عليه للفت الانتباه تارة، أو الصعود على أكتاف شهرة ابن البلد أو (المصري) الذي اتسم بالبساطة والصراحة وخفة الدم تارة أخرى، وهو ما يعكس لنا أسوأ الجوانب في الوسط الفني، الذي كان يرى في عامل (كي الملابس) أو (المكوجي) نموذجاً للصبر والصمود والمُثابرة وإنَّ لم يعترف نجوم الوسط بذلك علناً، فقد حارب (شعبولا) كثيراً وصبر ليثبت فنَّه لأبناء حي الشرابية بالقاهرة، حتى امتلك أحد أشهر المسارح الغنائية في الهرم اعترافا ً بنجومية من نوع خاص، رحلة جهاد وطموح وتحمُّل وصبر ومُثابرة تستحق الاحترام مهما اختلفت مع صاحبها، وأتمنى أن تنبري أقلام مصرية وبرامج فنية لتوثيق التجربة وتصفحها.
الفوضى في الحياة الشخصية، والبساطة وعدم وضوح الهدف، تخلق أحياناً فرصة حقيقية لبلوغ النجاح، وتحقيق أسمى الأهداف، لذا أجد نفسي مُنحازاً لتعلم الكثير من حياة مثل هذه الشخصيات الشعبية فستجد بين سطورها وتفاصيلها، ما لن تجده في ثنايا كتب ومؤلفات تلميع النجوم.. بس خلاص!.
وعلى دروب الخير نلتقي.