«الجزيرة» - متابعة:
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن حملة القمع الدموية التي تنتهجها إيران في تعاملها مع المتظاهرين يمكن أن تمثل نقطة تحوُّل تاريخية في السياسات المستقبلية.
وأضافت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أمس الأربعاء بأن حجب شبكة الإنترنت على مستوى البلاد في إيران جعل من الصعوبة بمكان الحصول على معلومات موثقة بشأن المظاهرات في البلاد، بيد أن النشطاء والمنظمات الدولية والصحفيين المحليين والنشطاء تمكنوا من جمع صورة مروعة عما حدث هناك، وموجة العنف غير المسبوقة التي شنها النظام الإيراني ضد المتظاهرين العزل، التي أدت إلى مقتل 450 شخصًا في الأيام الأربعة الأولى من اندلاع الاحتجاجات يوم 15 نوفمبر الماضي.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه بناء على تجميعها التقارير ولقطات الفيديو، إلى جانب آلاف المقاطع المسجلة على الهواتف المحمولة، التي ما زالت تشق طريقها للعالم خارج البلاد، قدرت منظمة العفو الدولية عدد القتلى بما لا يقل عن 208 أشخاص، مع احتمالية أن يكون الرقم الحقيقي أكبر.
وأفادت بأنه على الرغم من تأثُّر طهران بالاضطرابات إلا أن أكثر المشاهد فظاعة جاءت من البلدات الأكثر فقرًا، والضواحي التي تقطنها الطبقة العاملة في أماكن أخرى من البلاد. واستشهدت الصحيفة بمقال من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مذبحة مروعة في مدينة ماهشهر جنوب غرب البلاد؛ إذ يُزعم أن عناصر من الحرس الثوري الإيراني قتلوا ما بين 40 و100 محتج غير مسلح رميًا بالرصاص خلال إحدى المسيرات.
ووفقًا لواشنطن بوست، كشفت أحداث الشهر الماضي عن استياء عميق بين المواطنين الإيرانيين العاديين، موضحة أنه مع إشادة المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومن بينهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بالانتفاضة كنتيجة لاستراتيجية الضغط الأقصى التي تمارسها الإدارة الأمريكية ضد الاقتصاد الإيراني، لكن المواطن الإيراني العادي تأثر بشدة بمرارة العقوبات الأمريكية أيضًا التي رفعت أسعار الغذاء، وهددت بصعوبة الحصول على الأدوية الأساسية.