عثمان أبوبكر مالي
يخوض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم غداً مباراته المهمة في نصف نهائي بطولة الخليج العربي لكرة القدم (خليجي24) في الدوحه أمام المنتخب المستضيف، بعد أن تصدر الأخضر مجموعته، بست نقاط من ثلاث مباريات، حيث فاز على البحرين وعمان، بعد أن خسر في مستهل مبارياته في البطولة أمام (الأزيرق).
بغض النظر عن نتيجة مباراة الغد التي تعد (مقياساً) مهماً للمنتخب، إلا أنه سيخرج بمكاسب مهمة جداً من البطولة، إذا حافظ على تقديم الأداء الجيد والمستوى الفني في المباراة، بنفس الوتيرة التي كان عليها، في مباراتيه الأخيرتين في دور المجموعات، وسواء فاز (بإذن الله) غداً ووصل إلى النهائي (وهو المنتظر) أو خسر (لا سمح الله) وهو أمر (قد يحدث) فإن الأخضر في الحالتين (استفاد) من مشاركته في البطولة وسيخرج بـ(مكاسب) مهمة جداً، ستساعده كثيراً في الاستحقاقات القادمة التي سيشارك فيها (قارياً ودولياً) وهي الأقوى والأهم، وهي في نفس الوقت الطموح والرهان الكبيرين من مسيريه (إدارياً وفنياً) وجماهيره العريضة.
أول المكاسب التي تحققت من المشاركة في البطولة وبلا شك تأكيد لاعبي الأخضر (الثقة) في أنفسهم كلاعبين قادرين، ومحترفين متمرسين ومتمكنين في نفس الوقت، قدموا أنفسهم كفريق كبير لا يتأثر بالأجواء المحيطة وتقلّبات المشاركة قبل وبعد وأثناء المباراة، والدليل (العودة) السريعة في البطولة، بعد الهزيمة في المباراة الأولى التي كان لها ظروفها، وأيضاً (إعادة) السيطرة وزمام الأمور في المباراتين أثناء مجرياتهما، كل ما بادر المنافس إلى محاولة سحب البساط من تحت أقدامهم، فلا يدوم له ذلك إلا دقائق معدودة.
أما أهم المكاسب التي ظهرت فهي استعادة (هيبة الأخضر) كمقارع شرس وقوي ومن أفضل الفرق على مستوى المنطقة، تلك الهيبة التي (ضاعت) خلال المشاركة في البطولة الماضية (خليجي 23) والخروج المبكر فيها ومن دور المجموعات، وحتى في البطولة التي قبلها (خليجي22)، والتي كانت على أرضه وبين جماهيره. وسيؤكد لاعبو الأخضر الاستعادة كاملة (بإذن الله تعالى) من خلال الفوز في نصف النهائي والوصول إلى النهائي، وهو قادر ومرشح لذلك، إذا سارت الأمور طبيعية، ولم تخذله ظروف ما تبقى من مباريات و(عناد) البطولة المعروف.
من المكاسب الإضافية للأخضر في البطولة الوصول إلى (تناغم) كبير بين لاعبيه وقائدهم الفني الفرنسي (هيرفي رينارد) والذي يبدو أنه بدأ يحقق أول تحدياته معه وهو (التكيّف مع البيئة) الجديدة التي بدأ العمل فيها لأول مرة قبل (120) يوماً فقط، وهو وقت قصير جداً، لعمل مدير فني مع منتخب - أي منتخب - وفي هذا (مؤشر) جيد على أن الرجل بإمكانه إن تُرك يعمل بتتبعه وإستراتيجيته، فسيختصر الوقت وسيحقق مكاسب ربما تفاجئ الكثيرين، مثل ما فعل في مبارياته الثلاث في دور المجموعة، عندما لعب كل مباراة بتشكيلة، وإذا كانت المباراة الأولى فرضت ظروفها عليه (مرغماً) إلا أن المباراتين الأخيرتين كان فيهما (لمسة) مدرب يعمل بسياسة (خطوة.. خطوة) بحثاً عن المحصلة النهائية التي ستحمل (بصمة) أخيرة له سيحقق معها آمال وطموحات وينال (جائزة) الجماهير الرياضية السعودية في (الإنجاز).. قولوا.. يا رب.
كلام مشفَّر
- لم يستسلم (رينارد) للظروف التي دخل بها المباراة الأولى، والمتمثّلة في غياب ثلثي لاعبيه الأساسيين، والتي أكدتها تشكيلته في المباراة الثانية فكسبها بارتياح، ولم يكترث للتعليقات و(الانتقادات) التي ستلاحقه وهو يغيِّر في تشكيلة مباراته الثانية ثلاثة أسماء دفعة واحدة.
- ذلك حدث بعد يوم واحد فقط من المباراة السابقة، وهو عمل فني على غير المعتاد؛ فعند كثير من المدربين (الفريق الذي يفوز لا يتغيّر) لكن العمل الذي له رؤية والمدرب الذي يبحث عن صناعة (اللمسة) والوصول إلى (بصمة) حتماً سيهتم بعناصر أخرى مهمة في عمله، مثل خلق المنافسة والجاهزية والجهد وعنصر المفاجأة.
- أول بطولة خليجية يشارك فيها منتخبنا الوطني بهدوء إعلامي كبير خدمه في المباريات الماضية، وأشعر أنه ابعد عنه كثيراً من الضغط، وبالمثل التعامل الهادئ (إدارياً) مع المنتخب يشدني كثيراً، وأرى أنه يقدّم (تجربة ناجحة) في كيفية التعامل مع المشاركات الرياضية القادمة إعلامياً وإدارياً.
- كرة القدم ليست بالذراع ولا بالتحديات ولا بالأماني ولا بالكلام وإنما بالمستوى والقتال والعطاء والروح والأداء على المستطيل الأخضر وليس في (المجلس) أو غيره، ذلك كان الرد الحقيقي من لاعبي الأخضر وهو ما أرجو أن يستمر في المباراة القادمة، وكل مواجهاتهم، لأنه أبلغ كلام وأقوى رد.