رغم انطلاقة الفرنسي (هيرفي رينارد) الحديثة كمدير فني للمنتخب السعودي إلا أنه استطاع لفت الأنظار سواءً على صعيد الشارع السعودي أو حتى المهتمين إقليمياً في ظل نتائجه المميزة مع كتيبة الأخضر بعد أن تصدر مجموعته قارياً على مستوى التصفيات الآسيوية؛ وإقليمياً على مستوى بطولة خليجي 24 مما جعل الجماهير السعودية التي كلّت وملّت من المستوى الرتيب والمتذبذب في السنوات الأخيرة أن تترقب مواجهات الأخضر في خليجي 24 بعد سلسلة نتائجه المميزة أمام البحرين ثم عُمان.

كانت الانطلاقة في خليجي 24 سيئة في ظل الخسارة أمام المنتخب الكويتي المتعطِّش للفوز على نظيره السعودي، إلا أن الشارع الرياضي السعودي كانت ردة فعله (على غير العادة) هادئة ومتزنة ملتمساً العذر للمدرب كونه افتقد أهم عناصره التي رسم عليها نهجه وتكتيكه خلال التصفيات الآسيوية، فكان نتاج ذلك إيجابياً ساهم في ارتفاع النسق الفني في المباراة الثانية أمام البحرين ثم عُمان فارتفع سقف طموحات الجماهير السعودية مطالبةً بالبطولة ذاتها.

بالنسبة لي قد أنسب نسبة كبيرة من تميز المنتخب السعودي في الآونة الأخيرة وتربعه على صدارة آسيا والخليج إلى المدرب (هيرفي رينارد)، حيث يبدو الفرنسي أنه من نوعية المدربين الذين يريدون وقتاً طويلاً للإعداد والتجهيز، لذلك تناسبه فكرة تدريب المنتخبات أكثر من الأندية، حيث عُرف عنه من خلال تجربته في إفريقيا اكتشاف خبايا وقدرات اللاعبين، ومعرفة الأدوات التي تساعده على الاستفادة القصوى من نقاط القوة ومواطن الضعف على حد سواء.

الفرنسي قال ذات مرة عن لاعبي القارة السمراء أنهم يتمتعون بمهارة فائقة وسرعة مذهلة، لدرجة أنهم أفضل في هذه الخصائص من نجوم أوروبا، لكنهم يعانون من فقدان التركيز والعصبية الزائدة في بعض المراحل، مع نقص في فهم معنى الاحتراف وعلاقته بتمثيل منتخبات بلادهم، لذلك كل ما فعله (رينارد) هو محاولة جعلهم محترفين أكثر من اللازم، حتى يحصل منهم على أفضل نسخة ممكنة، فكان نتاج ذلك العمل نتائج أسطورية سطّرها مع منتخبات زامبيا وكوت ديفوار وأنجولا والمغرب، علماً بأن رأيه في لاعبي القارة الإفريقية ينطبق بنسبة كبيرة على أدواته في المنتخب السعودي مما يسهّل عليه التعامل معه بذات المنطق وتحقيق ذات الإنجاز مع كتيبته على مستوى القارة.

قبل الختام:

كلّي ثقة في اتحادنا السعودي لكرة القدم وبالتحديد (ياسر المسحل) بأن يتحلّوا بالثقة تجاه المدرب الفرنسي وعدم الاستعجال في هز استقرار المنتخب السعودي .. سئمنا تعاقدات ثم إقالات.

** **

- عبدالكريم الحمد