م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. للتأثير في الآخرين أمامك طريقان: الأول السيطرة.. كأن تكون في موقع الأب أو المعلم أو المدير أو الرئيس.. والثاني المكانة.. بأن يكون لك في قلب الآخر مكانة.. أما طريق السيطرة فيمنحك القوة بحيث يراك الآخر ذا هيمنة وسطوة يجب طاعته.. بينما طريق المكانة يمنحك التأثير القائم على احترام وإعجاب الآخر بك.
2. إذا كنت في سعيك تريد أن تكون أعلى منزلة من غيرك فهذا يعني أنك ترغب في أن تصل إلى التأثير عن طريق السيطرة.. وهؤلاء يتواصلون بقوة ويتحدثون بأصوات مرتفعة.. يعرضون آراءهم بحسم لإظهار ثقتهم بأنفسهم.. ويروجون لأنفسهم بإصرار.. وينطلقون في أحكامهم من زاوية الكبرياء.. وتظهر حركاتهم الجسدية وتعابير وجوههم وتلويحهم بأيديهم بمظهر التحدي.. ويحرصون على ترك مسافة بينهم وبين الآخرين.. ولا يتوانون عن إظهار غضبهم وإطلاق تهديداتهم إذا لم يعجبهم شيء.. وهم غالباً يقودون دفة الأحاديث ويهيمنون عليها.. لذلك يسيطرون على الاجتماع لكن بتأثير سلبي يستفز الآخرين.
3. المحبط المتشكك أو المسْتَفَز كلما حاولت السيطرة عليه ازداد مقاومة لك.. المشكلة أن هذا الأسلوب في التأثير من خلال السيطرة يفقدك الذين لديهم استعداد للتأثر بما تقول.. والمشكلة تتفاقم إذا طُرح الموضوع على أساس أنه فوز وخسارة.. فيصبح المتلقي في حالة تحدٍّ ويبحث عما يناقض ما يقال.. فلم يعد محايداً بل صار متصيداً.. ويبدأ المتلقي بالمناطحة بدلاً من الاقتناع.. وسوف يرى أن هيمنته وسيطرته تتناسب عكسياً مع هيمنتك وسيطرتك.. فيضيع الاتصال بينكما.
4. بينما التأثير بالمكانة ليس فوزاً أو خسارة بل عطاءً متبادلاً.. حيث سقف الاحترام والإعجاب يجعل من التأثير أمراً تلقائياً.. إضافة إلى أن التأثير بالمكانة تأثير مستدام.. بني على اتصال رصين وليس انفعالي.. ودود وليس عدائياً.. متواضع وليس متكبراً.. مفيد وليس نفعياً.
5.قوة التأثير تكمن في قدرتك على الانتقال من مكانك كمرسل إلى مكانهم كمتلقين حينما تتعامل معهم.. فتفهم وجهة نظرهم وتتعلم منها.. ومن خلالها تستطيع أن تؤثر فيهم.. فقوة التأثير محصلة ما تعطيه من اهتمام وما تقدمه من معرفة ومساعدة وما تقوم به من أجلهم.
6. قوة التأثير تعتمد على مقدرتك على تخفيف الألم.. وإجلاء الشكوك.. ودفع التشاؤم.. وإكساب الثقة.. ومنح الأمان.