د. خيرية السقاف
«منتدى الإعلام السعودي الأول» حدث كبير، وضخم، ومهم في وقته يجيء وقد جاء..
الجهود كبيرة، ومكثفة، والتنظيم مميز، ومبهر، والحضور نخب، وأفراد ذوو خبرات بعيدة، وروى عميقة، ومسؤولون ذوو قرار ومفاتيح للأبواب المغلقة..
وشباب إعلامي طامح، وطموح، ونشط، ومصابر، وقابل كالعجين للتشكل كيفما يكون المتاح كي لا يجنح بجناحيه نحوا على غير الخارطة...
في اليومين الماضيين ألقى الإعلاميون ومن على صلة بصناعتهم من المؤسسات المجتمعية الشريكة، مثلها وزراء، ورؤساء مؤسسات، وداعمين ذوو رؤوس أموال،،
كل أولئك على منصات المؤتمر الزرقاء، والبيضاء أدلوا بما في جعبهم..
الأفكار كثيرة، والتجارب مختلفة، والرؤى تلتقي، وتضيف، وتقول..
والجميع يصغي، والكل على المنصة يدلي، واللاقطات تشهد، والموثقات تحفظ..
ثم ماذا بعد؟!.........
وعود، وأفكار، وتجارب اجتهد في طرحها كل من اعتلى منبر المنتدى..
ولا شك فإن التوصيات المتفق عليها سوف تحبِّر الصفحات الرقمية، وستغتني بها المحاور المستشرَفة للتنفيذ؛..
فما الذي سيصبح عجينة أرغفة تنتظرها أفران العمل، والتنفيذ بالتطبيق المرجو؟!
ومتى سوف يلتهم الواقع هذه الأرغفة لتتعافى صحة الإعلام بوسائله المختلفة؟
متى سيغدو كل إعلامي محترف نهما للزيادة، قادرا على مواجهة التحديات، ومجابهة التداعيات، والخلوص من كبوات المضللات؟..
متى سيغدو الإعلام منصة الحقائق، والمرآةَ جلية النور في عيون العالم؟..
متى يتحقق لسلطته أن تغدو مصدر القوة، وواجهة المهابة، المواكبة والمتخطية عثرات المضللين، الوسيلة لأمن الحقيقة، والملاذ للثقة، والقوة التي لا يستهين بها العالم؟!
إن المنتدى قد غطى تفاصيل دقيقة، لكنه لم يتجرد من التنظير، ولا نتمنى أن يقف عند حدود ما قيل دون أن تغدو كل فكرة طُرحت فيه، ويصبح كل رأي تقدم مشارك به تجسيدا ناطقا في واقع المذاع، والمصور، والمكتوب..
وإلا فإن الإعلاميين قد وضعوا أنفسهم في ورطة القول دون الفعل..
ولا نتوقع لنتائج هذا المنتدى أن تطوى كما تطوى الأوراق التي في الأدراج..
التحية لكل من له بصمة، وبذل كل خطوة، وقدم الجهد، وسهر من أجل أن يكون هذا المنتدى محضنا لطموح الإعلام في زمن الإعلام المؤثر...