«الجزيرة» - المحليات:
أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» أمس الأول، عددا من حلقات النقاش الخاصّة بالشباب، وذلك ضمن فعالية «مقهى الشباب» المصاحبة للمؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي «فكر17»، وسط حضور رفيع المستوى من المفكرين والمثقفين والسياسيين.
واستهلت حلقات النقاش بكلمة ترحيبية قدمها الأمين العام لمكتبة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» طارق خواجي، مبينا أن المؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي «فكر17» هذا العام يقام في إثراء وهي إحدى الشراكات النوعية التي يهتم بها المركز، والذي يقوم بثلاثة مهام رئيسة هي رعاية الإبداع ونشر المعرفة والتواصل الحضاري والثقافي مع العالم.
وتنوعت حلقات النقاش المطروحة على طاولة الخبراء والمختصين، حيث أوضحت عضو الفريق الاستشاري بالأمم المتحدة في تونس ناريمان دخيل، خلال حلقة نقاش بعنوان «ثورة الاتصالات وتراجع النخب الثقافية» أن العالم يعيش في زمن متسارع ومتغير على الدوام، وتسعى فيه كل المجتمعات إلى مواكبة التطور والتقدم لتجاوز كل ما من شأنه أن يجعلنا بعيدين عن مجاراة العالم، لافتة النظر إلى أن مواكبة هذا التسارع والتغيير الدائم سيكون من خلال القوة البشرية التي تمثلها النخبة المثقفة كأحد أهم مقومات نجاح المجتمع وتطوره كونها منتجة للفكر والإبداع.
وبينت أن النخبة المثقفة كانت سيدة المشهد وبوابة المعرفة للمجتمعات، فمن خلال النخب أنتج مجتمع واعٍ قادر على المشاركة والتنظيم والتحسين والإصلاح، وبعد بروز ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات انقلبت الصورة نسبيًا فلم تعد تلك النخب تتحكم بالمشهد الثقافي كليا.
وشارك مؤسس شركة جرافين للمحتوى العلمي الإبداعي ومعد ومقدم برنامج «يوريكا شو» العلمي على اليوتيوب، المهندس علي البحراني بورقة علمية تحت عنوان «نهضة العلوم ونهضة المجتمعات» بين من خلالها أن نهضة العلوم بحاجة إلى عمل مؤسساتي ممنهج في الجامعات والمختبرات البحثية والمعاهد والمراكز في جميع القطاعات الحكومية والخاصة، وذلك للمساهمة في إعطاء المجتمع محتوى علمي رصين من الدراسات والبحوث والمقالات والتجارب والبرامج، موضحًا أن المقومات تنهج بالعلم من خلال المبادرات غير الربحية والخدمة المجتمعية، لافتًا النظر إلى أنه من خلال هذه المبادرات يتم نشر العلم والثقافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتعطي الإلهام والحراك العلمي، مبينا أن الفضول هو من يدفع الإنسان لاكتشاف النهضة على مر العصور.
وأوضح البحراني من خلال إطلاعه على المرصد الإحصائي الخاص بالمحتوى الرقمي العربي «مأرب» والذي يعتبر مبادرة مابين مؤسسة الفكر العربي وشركة أرامكو السعودية، أن الإحصاءات أوضحت بأن أقل محتوى متوفر على «الإنترنت» هو المحتوى العلمي يليه المحتوى العسكري، وأقل نسبة ظهور للمحتوى العلمي العربي هي بصيغة الفيديو، موضحًا الحاجة لتبسيط العلوم وإثراء المحتوى العربي العلمي على كافة المنصات.