علي الخزيم
تعلُّق الشعب السعودي بقيادته وتمسكه بها أصبح مضرب المثل بين الشعوب، وصار حجم الوفاء والحب المتبادل بين القيادة والمواطن مقياساً يجعله المراقبون والمحللون للدلالة على درجة ترابط قيادة بشعبها نتيجة لِقِيَم الحكم بالعدل والصدق والأمانة والشفافية، وحسن التعامل وثبات المواقف تجاه القضايا الدولية والعلاقات المتبادلة مع الدول الأخرى، ما كان مبعث الثقة والتقارب والمعاملة بالمثل بين دول العالم والمملكة، ولم يكن الثقل السياسي والدبلوماسي والاقتصادي العامل الوحيد لهذه العلاقات الطيبة بين مملكة العزم والدول الشقيقة والصديقة، إنما هي قيم رفيعة تتحلى بها المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، بل وبمراحلها السابقة، فلم تكن إلا دولة صدق وتعامل راقٍ بالحسنى وبما تمليه مواثيق الحكمة والعدل.
مع انطلاق مواسم الرياض الترفيهية وقدوم السياح من دول العالم إلى المملكة؛ أدرك الزوار ما كان يغيب عن بالهم وحساباتهم عن الشعب السعودي وتعلقه وحبه للقيادة الحكيمة، وعرفوا أن حباً عريقاً متأصلاً يربط القيادة بشعب وفيٍّ مخلص، استحق كل منهما أن يكون عوناً وسنداً للآخر بكل المراحل وكل المواقف والظروف، وحينما يشاهد الزائر للمملكة ويلمس بنفسه هذا النماء والتطور والتحديث والشمولية بالنهضة؛ يتفهم معنى التماسك والولاء والوفاء بين قيادة تحترم شعبها وتَعُد المواطن اللبنة الأساس ببناء الدولة والمجتمع، وشعب يؤمن أن قيادته تنشد له الخير والرفاهية والازدهار، فلا بد أن تكون ردة الفعل وحديث النفس لدى الزائر: ماذا يريد أي شعب غير ما نراه الآن أمام أعيننا، هنا حكومة واثقة عادلة؛ فلا بد أن يكون المواطن مُلتفَّاً إلى قيادته متمسكاً بها مخلصاً لها، لا يقبل دونها بديلاً، ولا يرضى أن ينالها عدو ولا حاسد بكلمة أو إشارة لا تليق بسمو قيادته.
أستاذ وأديب عربي من بلاد الشام قدم للعمل بالمملكة قبل عقود من الزمن، وغادرها لظروف عائلية، ثم رغب العودة للعمل خلال السنوات الفائتة واختار المحافظة السابقة ذاتها لمعرفته بأهلها، واستقل سيارة أجرة من المطار الإقليمي للمحافظة، وفي الطريق يكرر السؤال هو وزوجته للسائق: هل أنت واثق من الطريق؟ فعرف أنهم قد غابوا لأكثر من عقد من الزمن عن هذه الديار، وشرح لهم مدى النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة بكل المجالات، ما كان مثار دهشتهم والتحدث عنه بالمجالس!
ودأب ملوك المملكة الكرام وأمراء المناطق على التأكيد دوماً بأن المواطن هو مرتكز التنمية وأس نهضة البلاد، فكل المشروعات الحضارية التنموية إنما جاءت من أجله ولرفاهيته وأمنه واستقراره، وما على المواطن سوى إدراك هذه المضامين الخيرة والمقاصد التي يرمى إليها ولاة الأمر فيرعاها بالحب والوفاء والإخلاص للقيادة الساهرة على راحته وطمأنينته، ولإعلاء شأنه بين الأمم، وأن يحافظ على هذه المقدرات والمكتسبات التي منحها الله له ولبلاده وإخوانه المواطنين، فلا يمكن أن يرتقي شعب ما لم يكن العضد والعون المخلص لدينه وقادته ومبادئه وأهله وتراب وطنه، الجحود صفة الخونة والمأجورين والعياذ بالله.