تحل هذه الأيام مناسبة غالية وعزيزة علينا نحن أبناء المملكة العربية السعودية بتجديد البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتوليه مقاليد الحكم (للمملكة العربية السعودية)، التي وصلت في عهده إلى أوج النهضة والتقدم والرقي في شتى المجالات (اقتصاديًّا واستراتيجيًّا ومحليًّا وعالميًّا).
يصادف يوم السبت الثالث من شهر ربيع الآخر1441هـ الموافق الثلاثين من شهر نوفمبر 2019م مناسبة مرور خمسة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- مقاليد الحكم ملكًا للمملكة العربية السعودية؛ فقد بويع -حفظه الله- في 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م، بعد أن قضى أكثر من عامين ونصف العام وليًّا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء إثر تعيينه في 18 يونيو 2012م بأمر ملكي، كما بقي حينها في منصبه وزيرًا للدفاع، وهو المنصب الذي عُيِّن فيه في 5 نوفمبر 2011م، وقبل ذلك كان الملك سلمان أميرًا لمنطقة الرياض لأكثر من خمسين عامًا.
وُلد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في الخامس من شهر شوال سنة 1354هـ الموافق 31 ديسمبر 1935م في الرياض، وهو الابن الخامس والعشرون لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-.
نشأ خادم الحرمين الشريفين مع إخوانه في القصر الملكي في الرياض، وكان يرافق والده في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم، وتلقى تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض، ودرس فيها العلوم الدينية والعلوم الحديثة، وختم القرآن الكريم كاملاً وهو في سن العاشرة على يد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالله خياط -رحمه الله-، وقد أبدى -حفظه الله- منذ الصغر اهتمامًا بالعلم، وحصل على العديد من الشهادات الفخرية والجوائز الأكاديمية.
وتولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منصب أمير منطقة الرياض، إحدى كبرى مناطق المملكة العربية السعودية في المساحة والسكان وعاصمة الدولة، وذلك في مرحلة مهمة من تاريخ هذه المدينة؛ إذ عُيّن بداية أميرًا لمنطقة الرياض بالنيابة وهو في التاسعة عشرة من عمره بتاريخ 11 رجب 1373هـ الموافق 16 مارس 1954م، وبعد عام واحد عُيّن -حفظه الله- حاكمًا لمنطقة الرياض، وأميرًا عليها برتبة وزير، وذلك بتاريخ 25 شعبان 1374هـ الموافق 18 إبريل 1955م.
واستمر أميرًا لمنطقة الرياض أكثر من خمسة عقود، أشرف خلالها على عملية تحوُّل المنطقة من بلدة متوسطة الحجم، يسكنها نحو 200 ألف نسمة، إلى إحدى أسرع العواصم نموًّا في العالم العربي اليوم.
ويحتفي شعب المملكة والمقيمون على أرضها بهذه المناسبة بقلوب محبة مطمئنة شغوفة بالإنجازات، ممتنة لخير العطاء، في مجالات الحياة كافة، يلامسون بحواسهم التطور الذي تشهده أجهزة ومؤسسات الدولة في مختلف أنحاء المملكة.
ويسعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بكل قوة وعزم وحزم من خلال ورش العمل الكبرى إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادله الحب والولاء في صورة جسدت أسمى معاني التفاف الرعية حول الراعي.
وشهدت المملكة منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة.. وتشكِّل في مجملها إنجازات تميَّزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته؛ وهو ما يضعها في رقم جديد بين دول العالم المتقدمة.
ولم تخلُ فترة النمو هذه من التحديات الصعبة التي ترافق مسيرة التنمية، لكنه أثبت قدرة عالية على المبادرة، وتحقيق الإنجازات، وباتت العاصمة السعودية اليوم إحدى أغنى المدن في العالم، ومركزًا إقليميًّا للسفر والتجارة والسياحة.
أسأل الله أن يسدد خطى خادم الحرمين الشريفين، ويوفقه لما يحبه ويرضاه في القول والعمل.
** **
- أ. د. فهد بن عبدالرحمن السويدان