د.ثريا العريض
بعد خمس سنوات من البيعة ما هي شهادة المواطن؟
أقل ما يقال بصدق عما نعايشه اليوم من مشاعر إنها أيام فرح وابتهاج واحتفال في مسيرة نتمناها ممتدة أبدًا في موسم نمو وبناء، يعيد للبلاد وقاطنيها صحتهم الاجتماعية وتوازنهم النفسي وأمانهم الاقتصادي.
خمس سنوات مرَّت سريعًا، رأينا فيها تحوُّل بعض بذور المشاريع التنموية التي طال انتظار إثمارها إلى نبتات واضح اخضرارها للعيان، بل رأينا أشجارًا شامخة، تطل في أراضينا؛ لتظلل شتى مناطق البلاد المتعطشة بعد عقود من التصحر النفسي. ورأينا الوطن بهويته الجديدة واضح المعالم كقوة عالمية، تشارك ضمن النخبة في توجيه دفة العالم للاستقرار والنماء، والقضاء على سموم الإرهاب وميليشياته وخلاياه وتنظيماته ومموليها. وما عَقْد قمة العشرين في الرياض هذا العام إلا واحدٌ من شواهد صعود موقع المملكة العربية السعودية على خارطة القوى الاقتصادية والسياسية عالميًّا.
المواطنون بكل فئاتهم فرحون بما استُجد ما عدا مَن كان ارتكاز انتمائهم خارج هوية المواطنة. الشباب من الجنسين فرحون بانفتاح المجالات لهم لإثبات قدراتهم، وتجربة مشاريعهم بطاقة تأهيلهم.. والمواطنات سعيدات بالحصول على حقوق وفرص افتقدنها، وقد ارتفع سقف الأمل لديهن بتحقُّق المزيد من الرغاب. أصحاب الأعمال فرحون بانفتاح آفاق المشاريع. والمواطنون الذين انزلقوا إلى فئة المحتاجين سعداء بالدعم الرسمي والضمان الذي يُبقي أعناقهم عالية ومتطلعة إلى الاستفادة من كل الفرص المتاحة من حيث السكن والتأهيل والخدمات. والآباء والأمهات سعداء بما يعايشونه كأسر ومجتمع من أجواء الود والوئام والمشاركة في الابتهاج بالحياة الطبيعية.
ما الذي أقنع المواطنين الأفراد بالاكتتاب في أرامكو بأعلى مما كان متوقعًا بـ150 %؟ هو الشعور بحس الثقة بالقيادة، وما تتخذه من الخطوات لبناء وطن مستدام العز بعيدًا عن قلاقل الجوار.
أبارك -إذن- للوطن موقعه الجديد متألقًا بأفراحه وإنجازاته داخليًّا وخارجيًّا.. وأبارك للقيادة نجاحاتها الواضحة في توجيه الوطن إلى حيث يسود الابتهاج بكل معطياته وطموحاته. وأبارك للمواطن انفراجات معاناته المتراكمة، وذوبانها بعد أن تنامت ككرة الثلج الجارفة؛ لتجمد فرحته بالحياة الطبيعية.
ويبقى أن أضيف دعائي أن يستمر التوازن والتفهُّم وتضافر الجهود والطموحات والالتفاف حول توجُّه القيادة والوطن إلى آفاق شاسعة من الفرح المستدام.