فهد بن جليد
منطقتنا العربية في حاجة ماسة لاجتماع العقول الإعلامية فيها، شريطة أن يتم هذا بشكل منظم، وأنيق، ومناسب، وموائم لتطلعات أبنائها، بما يضمن لأجيالها المتعاقبة تجاوز التحديات التي تواجهها؛ لذا يأتي اجتماع (ألف شخصية إعلامية) في مكان واحد، وتحت سقف واحد، لمناقشة قضايا الإعلام بكل فئاته وتقاطعاته، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في النسخة الأولى من منتدى الإعلام السعودي، كحدث فريد، يُقال إنه تأخر كثيرًا، ولكنه وصل بشكل يليق بمكانة الإعلام السعودي والإعلاميين السعوديين.. فأن تصل متأخرًا مسلحًا بأفضل أدوات الطرح والنقد والعرض خيرٌ من ألا تأتي أبدًا، أو أن تظل هزيلاً وضعيفًا ومحدودًا فيما تُقدَّم من مناسبات مشابهة؛ لذا ما كان هذا الحدث الضخم والكبير ليتم لو لم تكن الرياض مستعدة لاحتضانه بسقف عالٍ من الحرية والطرح والتفكير والرؤى التي يراهن الجميع اليوم على تفوقها على مَن سبقوها بفضل التحوُّل الإيجابي الذي تعيشه السعودية وفق رؤيتها الوطنية الطموحة، التي جعلت المجتمعين هنا يطرحون وينهلون في الوقت ذاته من منبع الأصالة والتطور والتقدُّم التقني، وعيونهم تلمع بتطلعها للمستقبل وأحلامه التي ستتحقق بسواعد الرجال. والفضل في هذا الاجتماع يعود لهيئة الصحفيين السعوديين التي تفوقت على نفسها، وكل الظروف المحيطة؛ لتنظم الحدث تحت شعار (صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات) بكل نجاح.
المملكة بوصفها دولة فاعلة، لها ثقلها ومكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، تستحق أن يكون لها دور إعلامي فاعل، يناسب التطلعات والمكانة، ولاسيما أن معظم القنوات العربية تُدار بأموال ومساهمات سعودية، كما أن السعوديين والسعوديات من أشهر العاملين في القنوات الفضائية ومؤسسات الإعلام العربي، ويستحقون أن يجمعهم منتدى إعلامي بالآخرين في بلادهم، وهي اللحظة التي نعيشها اليوم بكل فخر واعتزاز.
نوعية الأسماء المشاركة والحضور، وعددهم وتخصصاتهم ومشاربهم المختلفة والمتنوعة، والجلسات وورش العمل المتخصصة التي طُرحت، والبرامج المصاحبة، تدلك على أن العمل حُبك وصُنع بإتقان على أيدي خبراء الإعلام السعودي والعربي، وبأنامل مُحبة للمهنة، متجردة من أي ميول أو أهواء أو شللية أو تصنيف.. فالاختيار كان بتجرد للكفاءات والخبرات بمختلف ميولها وأطروحاتها، وتجاربها الاتصالية والإعلامية من خلال ما قدموه في منصاتهم؛ فالجميع اتفق على حب الإعلام كمهنة ورسالة وهدف، وليس بالضرورة أن يكونوا متطابقين في وجهات نظرهم على نهج واحد؛ فلكلٍّ مدرسته ومفاهيمه وأدبياته؛ لذا كان التنوُّع والتعدد من أساسات النجاح والإبداع في المنتدى الذي يفخر به كل إعلامي سعودي وعربي.
وعلى دروب الخير نلتقي.