أحمد المغلوث
كم هو جميل أن تنظم هيئة الصحفيين السعوديين منتداها وتوزيع جوائزها للإعلاميين والوطن يعيش ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين، عهد تميز بالإنجازات في مختلف المجالات بقيادته وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- والمملكة تواصل حضورها المميز وفق رؤية 2030 -.. والأجمل من هذا كله أن هذا المنتدى يواكب عهداً سعودياً متميزاً بالرؤية الواسعة الأفق، وحضوراً فتح لها التاريخ صفحة جديدة من صفحات أمجاد الوطن وتحدياتها للزمن خاصة وتاريخ الإعلام السعودي جزء لا يتجزأ من تاريخ الوطن وركن هام من أركان حضارته الخالدة ودعامة هامة من دعائم تراثه الإعلامي والثقافي والأدبي والفني. نعم إن الإعلام السعودي رغم بداياته البسيطة قبل عشرات العقود إلا أنه بات اليوم إعلاماً ينافس نفسه والإعلام العالمي بفضل قدراته وإمكاناته وتقنياته المختلفة وبقدرات وفعاليات العاملين فيه. فكان الإعلام السعودي ومنذ بداياته مساهماً في نقل المعلومة والخبر والتقارير والأفلام والبث المباشر على مدار اليوم إلى مختلف دول العالم بفضل ما وفرته الدولة من أجهزة وقدرات بشرية مؤهلة بل ساهم الإعلام الخاص أيضاً في هذا المجال من صحف ومجلات ومواقع عديدة عبر الشبكة العنكبوتية.. ومن هنا استطاع الإعلام السعودي أن يواجه مختلف التحديات والشعارات في عالم تشبع ببريقها وجاذبيتها وحتى هيمنة إعلام بعض الدول من خلال «ترسانتها» الإعلامية الضخمة بحكم ما تملكه من تقنيات سبقت بها دول العالم، ومع هذا ورغم هذا لم (ينخ) الإعلام السعودي طوال العقود الماضية فكان بالمرصاد لكل الافتراءات والإشاعات والطبخات الإعلامية المدسوسة والموجهة في محاولة بائسة ويائسة في التأثير على من توجه له.. حتى في فترة انتشار ظاهرة «الغزو الثقافي» وأنه سوف يغسل عقول مجتمعاتنا ويستحوذ على طاقاتنا وبالتالي يساهم في إذابة ثقافتنا الإسلامية ليوجهنا كما يشاء.. لكن إعلامنا ووعي قادتنا ومن يعمل في السلك الإعلامي على اختلاف أنواعه من مرئي أو مكتوب أو مسموع كان لهذا كله بالمرصاد. فما زال وطننا يعيش بخصوصيته وسماته وثقافته الإسلامية ووعيه الذي استوعب كل المستجدات والتقنيات واستطاع ولله الحمد والمنه أن يسخرها بفاعلية لخدمته ورفع شأن وطنه.. لقد اعترف الكثير من رجال الإعلام في دول عديدة وكل هذه الاعترافات مسجلة وموثقة ومبثوثة في (اليوتيوب) أن إعلامهم كان يكذب في كثير مما يقول. ولا يختلف اثنان عى أن الإمكانات والتقنيات الإعلامية التي تتوفر في وطننا يوماً بعد يوم سهلت لإعلامنا أن يقوم بدوره بحرفية وإبداع مما جعله قادراً على المنافسة والمواجهة، وبالتالي القدرة على التحدي.. والفعل باعتراف كل من يتابع إعلامنا اليوم وهو يواجه التحديات.. وما هذا المنتدى إلا صورة واضحة وجلية لواقع إعلامنا، وحقيقته ومن يقف خلفه إنه كالشمس المشرقة لا يمكن حجبها. إعلام ناجح بموضوعيته ومصداقيته وتأثيره...!؟