أ.د.عثمان بن صالح العامر
أضحت اليوم (رؤية المملكة 2030) المعيارية التي تعرض عليها مؤسساتنا الحكومية والأهلية والخاصة واقعها، وتستشرف من خلالها مستقبلها، وتقيم في ضوئها أدائها، وتسبر بها أغوار حالها، وتشخص فيها نقاط قوتها وضعفها، وفي ذات الوقت تحاول جهدها أن تحدد بها فرصها المستقبلية وتحدياتها الحالية، ومن هذا الباب وعلى هذا الأساس انبرت جامعة حائل ممثلة في وكالة الدراسات العليا والبحث العلمي - كلية التربية، لعقد مؤتمر وطني أكاديمي تربوي يناقش بكل شفافية ومصداقية ووضوح أخطر وأهم قضية وطنية في العلمية التعليمية على الإطلاق ألا وهي (المخرجات التعليمية) جاعلةً من هذه الرؤية المنطلق والنهاية.
لقد ناقش المشاركون من مختلف الجامعات السعودية ومراكز الأبحاث التخصصية - في أبحاثهم ودراساتهم العلمية المتميزة النظرية منها والميدانية، وكذا مداخلاتهم المتنوعة خلال ثلاثة أيام متواصلة انعقدت فيها سبع جلسات ثرية - ناقشوا كل ما له ارتباط مباشر أو غير مباشر بالعملية التعليمية والتي تُولدُ في النهاية إما مخرجات جيدة تلبي حاجة سوق العمل، وتتوافق مع متطلبات المرحلة التنموية التي تمر بها في المملكة العربية السعودية أو أن هذه المخرجات للأسف الشديد تصبح رقماً جديداً في دنيا البطالة التي سعت رؤية المملكة 2030 إلى جعلها في أدنى مستوياتها العالمية.
يسجل للجامعة أنها سباقة في مناقشة هذه القضية الهامة في مسارنا التنموي عموماً والعلمي على وجه الخصوص، فهذا المؤتمر كما ذكر معالي مديرها الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم (الأول في موضوعه على مستوى الجامعات السعودية مما يؤكد دور الجامعة وإسهامها في تطوير قطاع التعليم بالتعاون مع مقام وزارة التعليم، ومشاركة واسعة من الجامعات السعودية)، وفِي ذات الوقت يسجل لوكالة الدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة اهتمامها بالمؤتمرات والندوات وحلقات النقاش التي تعتبر إضافة هامة للمجتمع الأكاديمي في الجامعة، ومن محاسن كلية التربية أنها لم ترض بالحال الذي وصلت له بل بادرت بالتنادي لعقد مؤتمر وطني يسبر أغوار واقع مخرجاتها هي ومثيلاتها في جامعاتنا السعودية، وفِي ذات الوقت يستشرف قادم الأيام على ضوء رؤية المملكة 2030 بكل احترافية وتخصصية ومصداقية ووضوح. ولَم يكن لكل ذلك أن يتحقق لولا توفيق الله ومنه وكرمه ثم وجود الدعم والتحفيز والتشجيع والمباركة من لدن مقام مولاي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومن قبل مهندس الرؤية ومبدع معالمها ومتابع تنفيذها وتطبيقها واقعاً حياً معاشاً في مجتمعنا السعودي سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين، فلهما باسم الوطن والمواطن جزيل الشكر والتقدير، والشكر موصول في حائل لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير المنطقة راعي هذه المناسبة، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن نائب أمير منطقة حائل اللذان يوليان الشأن الأكاديمي والتعليمي في المنطقة جل اهتمامهما، ولمعالي وزير التعليم وأسرة الوزارة الشكر والتثمين على الدعم والتشجيع لانعقاد مثل هذه المؤتمرات النوعية في جامعاتنا السعودية، والموافقة الكريمة على مشاركة أعضاء هيئة التدريس من مختلف الجامعات فيها، وللمشاركين والمنظمين والمداخلين والحضور بطاقة شكر خاصة مطرزة بالحب لهم جميعاً بلا استثناء، ولكل مواطن إيجابي مخلص صادق فعال، ولهذا الوطن المبارك المعطاء. وإلى لقاء والسلام