سهوب بغدادي
فيما يعد العنوان -حكاية وحدها- يستطيع الشخص أن يستشف ما سأقوم بكتابته هنا، على الرغم من أن أغلب مقالاتي التي كتبتها عن المظاهر والتلميع الخارجي للإنسان عن طريق اقتناء النفيس والنادر وتجنب -كل ما شاح ولاح-؛ بمعنى أننا أصبحنا نعيش زماناً يقيَّم فيه الإنسان بحسب القيمة التي يخصصها لمظهره. نريد أغلى حقيبة وأرقى حذاء -أكرمكم الله- وأندر ساعة يد، والقائمة تمتد إلى ما لا نهاية. بمجرد تمكّن الشخص من تلميع ذاته خارجياً عن طريق الحصول على كل الحاجيات اللازمة لهذا الأمر سيتمكَّن حتماً من كسب نظرات الإعجاب الأولى، وأشدد على كلمة الأولى فقط باعتبار أن خدعة الماركات ولعبة التسويق قاموا بأخذ مجراهما والتمكّن من الفقير ومتوسط الحال قبل الغني. إنها النشوى المؤقتة، عندما يتكشَّف للآخرين أن هذا الشخص عبارة عن بهرجة إنسانية تخلو من ملامح الإنسانية الحق، أين العلم والثقافة والتعاطف والفكر من هذه المعادلة؟ حتماً، ليس كل من يهتم بمظهره سطحي، ولكن المبالغة والتكلّف تزهق كل جميل، وتشتت القلوب عن جوهر الروح الثمين. إن النظرة الأولى من أقوى الانطباعات التي يخلفها الشخص لدى الآخرين، فينبغي أن نسمح لهم بأن يروا انعكاس نفوسنا وجمالها. في هذا النسق، لفتني مظهر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال افتتاح «الفورمولا إي» المقام ضمن فعاليات موسم الدرعية، مظهره بالتأكيد ينم عن شخص عميق التفكير، حيث تصدر مظهره في «الهاشتاقات» ومواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأسبوع، لأن مظهره يعكس القناعة بالذات والقوة النفسية، ومن الجدير بالذكر أن القوة النفسية تنتج عن وجود تجارب وأبعاد قولبت قناعات عميقة لدى الشخص، وساهمت في إعطائه مناعة نابعة من النفس- بأنني وحدي أكفي وأكتفي بنفسي- بغض النظر عن جميع الاعتبارات المحيطة. لطالما انتظرت هذا الموقف الذي يعلِّم أطفالنا والشباب بأن قيمة الإنسان تنبثق من أفعاله الإيجابية والمؤثِّرة، في عصر كثر فيه التلوّن والتميّع من قبل المؤثِّرين -سلبياً- على مواقع التواصل الاجتماعي. الجميع يرغب بأن ينتمي إلى مجموعة نووية وأن يشعر بالترحيب ولكن... (هل تعلم كم أنت جميل! لقد لامست روحك روحي عندما تحدثت إلي ورأيت لمعة عينيك).