عبد الله باخشوين
سأكون حسن الظن.. وأخمن أو أفترض أو أنساق خلف (أوهامي) التي تكاد تقودني للقول.. إن ما مضى فينا -لسنوات طويلة، طويلة- في رهان أحمق خبيث.. قال بالزمان والمكان.. وتجاهل الإنسان..
راهن على المكان.. قاس مساحة (الأرض) وخبرها (ظاهراً وباطناً).
عرف ثرواتها.. ربما تخميناً وقبل على نفسه (الرهان) ولم يكن لديه ما يراهن به سوى (نفسه).. مقابل إشارات العلي القدير سبحانه في كلما أنزل على رسله.. والتي أكد فيها منذ (امثولة الطوفان) العظيم وبكل لغات البشر المختلفة.. والتي في نصها ودلالاتها تقول:
- (إن الأرض سيرثها عبادي الصالحون)..؟!
أما في تلك المقامرة.. فإن الذي نظر لـ(ساعته) ومضى يراقب دقاتها التي أخذت تقرع بصمت -حيناً- وبصخب أحياناً.. نسي -في زحمة انشغاله بأوهامه- نسي الإنسان الذي يعيش على الأرض مكتوياً بلظى حرها وبردها.. والذي جاع وعطش.. وغطي (عريه) باسم الـ(الخيش).. وافترش وتظلل بـ(سعف) نخلها قبل أن يجود الله عليه ببعض ما فيها ويبدل خوفه أمنًا.. ويغطي عريه بأجود ما في الكون من لباس، ويحل عصابة الجوع عن بطنه ويجعله يجود على الآخرين.. ببعض ما جاد به الله عليه.
رهان الأرض كان يجب أن يكون رهاناً على وبـ(الإنسان) وليس على الثروة في ظاهر الأرض وباطنها.
زين شباب العالم ولي العهد محمد بن سلمان.. وهو يرى ثروات الأرض خبر الإنسان.. ووضعه في أسبق أولوياته ليكسب دون (رهان).
كسب بالحب قلوب الناس الذين انطلقوا يتبعون أمنياته.. أمنياتهم.