إيمان الدبيَّان
هل أنت قدوة؟ وهل أنا قدوة؟ هل هم قدوة؟
أسئلة كثيرة، وإجاباتها لدينا أنا، وأنت، وهم، متى ما عرفنا معنى القدوة التي هي: من يُقْتدى به، أسوة، ومن يتّخذه الناسُ مثلاً في حياتهم، كلنا يجب أن نكون مثالاً يقتدى به في بعض جوانب حياتنا، ويجب أن نَتّخِذ قدوة لنا نتأسى بها في جوانب أخرى.
الأسرة، الأئمة، المعلمون، الطلاب، رجال الأمن، المثقفون، الموظفون، الإعلاميون، أساتذة الجامعات، وكل الفئات التي استهدفها، وما زال يستهدفها مشروع كيف نكون قدوة؟، ذلك المشروع الذي تبناه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة في مبادرة ملتقى مكة الثقافي منذ انطلاقته وإلى اليوم في نسخته الرابعة التي تميز موضوعها هذا العام بتميز لغتنا لغة الإعجاز والبلاغة، لغة العرب والفصاحة، لغة القرآن الكريم، فكيف نكون قدوة بلغة القرآن؟
الكيفية سهلة، والتطبيق ليس صعباً متى ما كان هدفنا إبراز هويتنا، والاحتفاظ بأصالتنا، حدثني بلغتي ولغتك وإن كنت تجيد اللغات العالمية، وسأخاطبك بلغتنا ولو كنت ترجماناً لأصعب المصطلحات البشرية، تعامل معي بعربيتي وسأفهمك بها كما نزلت على سيد البشرية، تحدثوها فصحى مع طلابكم، اجعلوها رؤية مع أبنائكم، ارسموها شعاراً في مكاتبكم، ارفعوها رمزاً في ميادين حياتكم.
لو كان هناك لغة أجمل لاختارها الله لغة لقرآنه المجيد، ولو كان هناك بلاغة أفضل لما استمر جمالها ألف سنة وتزيد.
ليست الحضارة بإلقاء التحية بلغات غيرنا، ولم تكن التربية بتعليم أطفالنا كلماتهم الأولى بثقافات ضدنا، علموهم اللغات ودرسوهم مختلف الثقافات، ولكن اسقوا تربتهم من ماء لغتنا، زينوهم بقلائد عروبتنا، فلغتنا ليست قاصرة، ولم تكن يوماً عن ركب الحضارة عاجزة، ولنحدثهم عنها، ونحدث العالم أجمع عن شعرنا، وأدبنا، عن علمائنا، وحكمائنا، كالخوارزمي مخترع الأرقام التي تكتب اليوم باللغة الإنجليزية ونُسِي أنها أساساً عربية فكل رقم يشتمل على عدد الزوايا التي تدل عليه، ولنحيي اليوم العالمي للغة العربية هذا العام بإبراز دورها، وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي.
اللغة العربية لغة المسلمين المقدسة، لغتنا التي نستخدمها في الصلاة أهم عبادة نتواصل بها مع الخالق سبحانه، هي اللغة التي نزلت بها اقرأ، والقلم، والنساء، والنجم.
كم أتمنى ألا تُصدر كشوفات لعملاء الفنادق خاصة في مكة إلا باللغة العربية، وألا يحدثني موظف في الاستقبال إلا بها، وكذلك في تعاملات المستشفيات، وفي المطاعم، والمقاهي، والمواقع، والأندية، وكل تعاملات الحياة.
كن قدوتي في مجالك، وأنا أسوتك في مجالي، فلن أكون كذلك بمفردي، ولن تكن هكذا بعيداً عني، أنت الرجل، وأنا المرأة، أنت الشاب، وأنا الفتاة، إننا المجتمع، ونحن ثروة الوطن، بنا ومنا تكون القدوة ومعنا وفينا تتحقق الأسوة.