تركي ناصر السديري
يصف الكاتب الأسترالي بول وليامز نادي الهلال السعودي بأنه النادي الأكبر والأفضل في آسيا.. ويملك مزايا لا تُرى بالعين، منها «هالة»، لا تمتلكها إلا الأندية الأكبر في العالم.
وتابع أبرز وأشهر كتّاب الرياضة الأستراليين مقاله الذي عنونه بـ «الهلال النادي الأكبر في آسيا»: أندية آسيا تعتبر مباراتها مع الهلال في الرياض «الحدث الأهم» لكونها تقابل أكبر أندية آسيا.
لا يتردد الكاتب الأسترالي الكبير في التأكيد أن الهلال السعودي يستحق بطولة أية مسابقة بسبب جمالية وقوة أدائه الباهر المتواصل، وعلى مدى العقد الماضي؛ فالفوز لهذا الهلال مجرد إضافة صغيرة إلى الكعكة.
ويشير الناقد المتخصص بكرة القدم في مقالته التي تناقلتها وسائل الإعلام الرياضي: لم يقدم نادٍ في آسيا عددًا من اللاعبين الذين فازوا بجائزة أفضل لاعب في آسيا أكثر من الهلال.
قيمة الهلال المتميزة تتعلق بتاريخ مشواره البطولي؛ فهو يترك الأندية الآسيوية الكبرى كأوراوا، وجونبوك، وجوانزي.. وراء ظهره.
حقق الهلال السعودي بطولة آسيا للمرة السابعة بعد أن ظفر بكأس أقوى نسخة لدوري المحترفين الآسيوي.
أبهر النادي السعودي مدرج الكرة الآسيوي بمستوى كروي فائق النكهة، وطربت له ذائقة الكرة الممتعة والجميلة، وأكد فيها أنه تاج الكرة الحديثة، وزعيم أندية القارة الأكبر.
أثبت الهلال أنه صاحب الجماهيرية الأولى في آسيا، الذي لا يزاحمه عليها أية نادٍ آخر، مثلما هو صاحب الرقم «البطولاتي» المتفرد.
انحنت ذائقة الآسيويين الكروية لقمر آسيا المضيء، الرقم الثابت في منافساتها الكروية.
الاحتفالات التي عمَّت كل الأماكن في السعودية والخليج أكدت أنه نادي الشعب الكبير، الذي يؤازره المجموع الأكثر من الشعب السعودي والخليجي، ولا يزاحمه في ذلك نادٍ رياضي آخر.
نادي الرياضة النظيفة.. زاد من إنجازاته ببطولة قارية، ليس لها مثيل بطولاتي (إذا ما استُثنيت كأس المؤسس التاريخي).. لكونها جاءت في زخم تنافسي محموم، تجندت جماهير الكرة الأكثر في العالم لمتابعته وترقبه.. فكان الهلال في الموعد، وقدم أجمل وأروع مستوى كروي بديع.
لأول مرة في تاريخ الكرة السعودية يستنفر المجتمع السعودي والخليجي لمتابعة حدث رياضي.
كان يوم 24 نوفمبر تاريخيًّا، لن تنساه ذاكرة الكرة السعودية؛ فقد هيَّأت الدوائر والهيئات الحكومية وشركات وكيانات القطاع الخاص لمنسوبيها شاشات تلفزيونية لمتابعة المباراة التي تصادف إقامتها ظهرًا أثناء فترة العمل، وكذلك الأمر بالنسبة للمدارس والجامعات التي مكّنت الطلاب من متابعة المباراة عبر شاشات، تم توفيرها لهذا الغرض؛ وذلك من أجل ترسيخ قيمة الانتماء الوطني، وأهمية الرياضة كترويح وترفيه عالي القيمة والمعنى.
منجز الهلال الذي تحقق في هذه الأجواء العارمة كان بمنزلة منجز إضافي، ومكافأة لمن يبذل الجهد المخلص، وينحاز للمنافسة النظيفة.. ليزيد من شعبيته، وكسب جيل جديد، يزيد من جموع مدرجه الهائل حجمًا واتساعًا.. يكفيه خمسين عامًا قادمة.
لو أردت أن أحدد العامل الفاعل والمؤثر الأول في تحقيق الهلال هذه المنجزات المتتالية لقُلت دون تردد: ثقافة الهلال.. الخلاقة، تلك التي أنتجها إرث عريق، انحاز للعلم وقيم رسالة الرياضة النبيلة.