احمد العجلان
في كرة القدم من الصعب أن تجد اللاعب النجم القدوة. وهناك لاعبون قلة، يستحقون أن يُطلق عليهم لقب «أسطورة» إن جاز التعبير؛ فالأساطير لهم مواصفات خاصة، منها ما يحققه داخل الملعب من إنجازات، وما يقوم به من تصرفات خارج الملعب من أخلاقيات. ويحق لنا أن نقول عن نجم الهلال وأسطورته محمد الشلهوب إنه جمع المجد من أطرافه؛ فقصير آسيا العملاق شيء مختلف ومتفرد في عالم كرة القدم السعودية.. الكل يحبه ويعشقه بجنون، حتى الخصوم يواجههم في الملعب بقوة، ويراوغهم، ويخطف الألقاب من أمامهم، ولكنهم يعودون بعد المباراة أو في مناسبات أخرى للتصفيق بحرارة له. أما لماذا فلأنه (الشلهوب) ذو الأخلاق الرفيعة والمستويات الكبيرة والاحترام الصادق لمهنته وللناس من حوله.. فالشلهوب في الدول المجاورة تسموا باسمه؛ فهذا النجم العماني الدولي سعيد الربيعي إذا أردت أن تسعده قل له (الشلهوب) من فرط محبته لهذا اللاعب الذهبي، بل إن هناك من لا يعرف اسمه الحقيقي؛ فاسم الشهرة هو السائد له..
الشلهوب المحبوب الموهوب تعب كثيرًا في الميادين الخضراء؛ فصنع لشخصه وفريقه مجدًا لا يمكن مضاهاته، ونافس نفسه على تحقيق الإنجازات والبطولات، بل إنه تجاوز مهمته؛ فحقق لقب هداف الدوري قبل مواسم مضت محرجًا مهاجمي فريقه ومهاجمي الفرق الأخرى؛ ليسجل نفسه بوصفه أول لاعب وسط سعودي يحقق لقب هداف الدوري. الشلهوب أسطورة الهلال ونجمه الكبير احتفل الأحد الماضي بالبطولة الآسيوية الرابعة له مع الهلال، والسابعة للزعيم، مساهمًا بشكل مباشر في تحقيقها بوصفه قائدًا للفريق، وورقة مهمة في يد مدربيه، ومؤكدًا هذا الأسطورة أن العمر مجرد رقم عندما يكون هناك انضباط والتزام.. فالشلهوب كلما احتاج إليه الهلال وجده، وكأنه رئة يتنفس بها هذا الزعيم الكبير. وهنا لا يمكن أن أكون مجاملاً للنجم المحبوب؛ لأن لغة الأرقام منصفة؛ فقد أسهم هذا الأسطورة خلال الموسم الماضي في أهداف حاسمة لفريقه، وكذلك سجّل في دوري أبطال آسيا بطريقته الخاصة؛ فاستحق أن يتوَّج بهذه الكأس الغالية.. وهنا أكتب رسالة خاصة جدًّا وأخيرة للشلهوب: «أعطنا الوصفة لنخبر اللاعبين كيف يُصنع التاريخ».