التصرفات (التحركات) السياسية والعسكرية والاقتصادية منفردة ومجتمعة كلها تماثل الحركة الواعية للأعضاء الجسدية في الإنسان الواحد، فكل عضو يحركه عصب أو مجموعة تتحرك وفق تعليمات العقل المفكر، فإذا أصيب عصب طرف بالقطع تعطل ذلك الطرف، ولتشل الأطراف والأذرع، فلا بد من تعطيل مركز الشبكة العصبية، إيران منذ أمد بعيد خططت ليوم يماثل ظروف اليوم، حينما تجد نفسها قد وقعت ونكشف خفي أهدافها الخبيثة نحو الآخرين الذين تجد فيهم المانع الحائل دونها والهيمنة على المنطقة، كالمملكة العربية السعودية لتي تصدت للتمدد الفارسي بوسائله القذرة، فبادرة بزراعة أذرع لها من نفس الطينة التي خلطت بها طبيعتها، بحيث تقوم الأذرع بدور الغدر من الخلف حينما تضطر لافتعال ما يوجب الاستدراج والمواجهة في سبيل خلق ثغرة تتنفس منها، لعلها تخرجها من المقاطعة الخانقة، كما فعلت بمنشأة أرامكو قبيل حلول مناسبة غالية عزيزة على السعوديين دون استثناء ممثلة بحلول مناسبة يومهم الوطني، إيران الخبث والخبائث أرادت استدعاء تصرف لحظة الغضب السعودي لعله ينجر بالمبادرة للرد قبل أن يعد للأمر عدته، فتبزغ لها شمس من الأمل بمواقف دول كانت مجافية لها أو محاذرة منها، ولأنها كيان يسوس أموره بالكذب والمراوغة والخداع أثرَت هذه الطباع الفارسية رغبتها باستدراج المملكة في لحظة غضب. ولأنها لا تعرف معنى الحكمة نسيت المقولة (اتق شر الحليم إذا غضب) ومن الحكمة أن تقطع الأعصاب المحركة للأذرع مع كسر الأذرع في آن واحد، حيث إن الذل والجبن طبع الفرس في كل تاريخهم القديم والحديث، يكلفون أذرعهم ويتبرؤوا من أفعالهم إذا ما وجههم الخطر، والإيعاز للنباحة للتهرب لعلها تخيف، ها هم ورطوا الحوثيين بادعائه بالقيام بجريمة المنشأة النفطية في بقيق، لأن عدم كسر الأذرع يعنى قيامها بالدور الذي أعدت له مسبقًا لتكون السهام الغادرة من الخلف... وهو ما يجب أخذه في الاعتبار عند ما يحين الوقت الذي ننتظره جميعًا لنصبح بإذن لله على سماء زرقاء صافية وأرض خضراء ترفرف أوراقها رفرفت راية التوحيد بيد كل مواطن في يومنا الوطني.