تأتي الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بعد أيام قليلة من كلمته -حفظه الله- في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، التي حملت جملة من الرسائل الواضحة، والمضامين العميقة حيال سياسة المملكة داخلياً وخارجياً، ومرتكزاتها القائمة على الالتزام بالعقيدة الإسلامية، وعلى أسس الوحدة والتضامن والشورى، وإقامة العدل واستقلال القرار، والحفاظ على الأمن، ومواصلة مسيرة التنمية الشاملة، وتعزيز أواصر الصداقة والتعاون مع الدول انطلاقاً من المبادئ والغايات التي جاء بها ميثاق الأمم المتحدة.
كما تضمنت كلمته -حفظه الله- التأكيد على أن المملكة ماضية -بإذن الله- في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية (2030) بجميع محاورها التي ترتكز على تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته في المجالات كافة، وتنمية قطاعات اقتصادية جديدة تستند على الموقع والمكانة الرائدة للمملكة، إضافة إلى تطوير ودعم قدرات أبناء وبنات المملكة من خلال رفع مستوى جودة التعليم، وزيادة برامج التدريب والتأهيل، وتوفير المزيد من فرص العمل في شتى الميادين التنموية والاقتصادية.
كما تأتي هذه الذكرى المجيدة، والمملكة بقطاعها الاقتصادي والمالي وبمشاركة شعبية واسعة تشهد أكبر عملية اكتتاب عام أولي في العالم وهو طرح جزء يسير من أسهم شركة أرامكو السعودية لا يتجاوز 1.5 %، حيث كشفت أرقام الاكتتاب عن إقبال واسع من المواطنين للمشاركة في الاكتتاب بطلبات تجاوزت المعروض، ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتتاب إلى تعزيز حجم السوق المالية السعودية لتكون في مصاف الأسواق العالمية، وإلى جلب الاستثمارات وخلق آلاف الوظائف، وتعزيز الشفافية ومنظومة الحوكمة في الشركة بما يتماشى مع المعايير الدولية، إضافة إلى أن عائدات البيع الناتجة عن الطرح ستوجه إلى صندوق الاستثمارات العامة لاستهداف قطاعات استثمارية واعدة.
إن المناسبات الوطنية في المملكة تحمل معها بشائر الإنجازات التي تؤكدها الأرقام والشهادات الدولية، فقد صُنفت المملكة مؤخراً من ضمن أكثر الدول تقدماً والأولى إصلاحاً، متقدمة في مجال سهولة ممارسة الأعمال، وهي إحدى نتائج تنفيذ رؤية (2030)، كما سجلت القطاعات التنموية في المملكة مؤشرات إيجابية في الإسكان والصحة، وتنمية المنشآت الصغيرة وقطاع ريادة الأعمال، إضافة إلى ارتفاع معدلات الإيرادات غير النفطية وانخفاض معدلات البطالة، ومؤخراً أصدر مجلس الوزراء نظام الجامعات الجديد الذي يبشر بتحقيق نقلة نوعية في التعليم العالي بالمملكة وتطوير برامجه ومخرجاته البشرية والبحثية بما يتواكب مع مستهدفات الرؤية، فالملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- يقود المملكة نحو التنمية والبناء وتعزيز القطاعات التعليمية والاقتصادية من جهة، ويعمل على تعزيز الأمن والاستقرار والموازنات الخارجية من جهة أخرى.
أسأل الله أن يديم على قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الصحة والعافية وأن يجزيه خير الجزاء، وأن يوفّق عضده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله- وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة، وأن يحفظ وطننا، ويحمي جنودنا، ويغفر لشهدائنا، ويشفي جرحانا، ويديم الأمن والأمان على هذا الوطن وقيادته وشعبه الوفي.
** **
د. عبدالرحمن بن حمد الداود - مدير جامعة القصيم