فهد بن جليد
ذكرى (البيعة) مُناسبة سنوية خاصة، وأيقونة سعودية قد لا يفهم كثيرون حول العالم معناها، مُعتقدين أنَّها مُجرَّد تقليد وذكرى سنوية عابرة، بينما جعل منها السعوديون في كل عام فرصة عظيمة ليُجدِّدوا فيها البيعة بالسمع والطاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويعبِّروا فيها عن مدى حبهم وثقتهم وعلاقتهم بقائدهم الذي ارتضوه ملكاً وأباً لكل مواطن سعودي، فهذا الاحتفاء السعودي الواضح بذكرى البيعة الخامسة -يوم أمس- كان بمثابة الاستفتاء الشعبي المُتكرِّر كل عام بحب هذا القائد العظيم والوالد الكريم، الذي يحمل السعوديون في أعناقهم له بيعة شرعية، وتربطه بقلوبهم قصة حب وعلاقة خاصة امتدت على مدى عقود، كان فيها سلمان بن عبدالعزيز الأخ والأب والقائد، في حدث خاص ونادر ينظر إليه العالم بإعجاب كبير، فالصورة تعكس بصدق حجم الحب والولاء المتبادل بين القائد وشعبه.
مُنذ تولى الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم في المملكة، وبلادنا تشهد نقلة نوعية شاملة على كافة الأصعدة، قفزات تتابع هنا وهناك، جعلت السعودية في مكانة غير مسبوقة على خارطة العالم، خمس سنوات على مُبايعته -حفظه الله- مرَّت (كيوم واحد) أسَّس فيها الملك سلمان عهداً سعودياً جديداً، وخطَّ لنا منهجاً وطريقاً ثابتاً وأصيلاً، تسيرُ به بلادنا نحو مُستقبلها المُشرق والزاهر بكل أمان وثقة وثبات واستقرار وإلى جواره ساعده الأيمن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع -حفظه الله- لنكمل مسيرة البناء التي أطلقها مؤسس البلاد العظيم -طيَّب الله ثراه - وما قام به أبناؤه الملوك من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، حتى وصلنا اليوم إلى العهد الزاهر للملك سلمان، هذا العهد الذي تحقَّقت فيه مُنجزات عظيمة وكبيرة، جعلت المملكة في مكانتها اللائقة بين دول العالم، كبلد له ثقله ومكانته السياسية والعسكرية والاقتصادية والتنموية رغم كل الصعوبات والتحديات التي تمرُّ بها المنطقة، وظروف العالم المُتقلِّبة، إلاَّ أنَّ القيادة الحكيمة والرشيدة سارت ببلادنا بمنأى عن تلك الأخطار، وبخُطى ثابتة مُتجاوزة كل تلك الظروف والتحديات التي تعصف بالعالم من حولنا، لتستمر النهضة السعودية ببرامجها التنموية والتطويرية.
إنَّه عصر التطور والتحوُّل الذي سيبقى علامة فارقة في مسيرة البناء السعودية، لا يمكن حصر الرخاء الذي عاشه ولمسه المواطن، ولا الازدهار الذي عرفه الوطن في هذا العهد الزاهر، نحتفل اليوم بهذه الذكرى ونحن على بعد خطوات من احتضان المملكة لقمة العشرين كأول دولة في المنطقة تستضيف مثل هذا الحدث الضخم، عن يميننا اكتتاب أرامكو العملاق عالمياً، وعن شمالنا قفزات داخلية لا حصر لها للمرأة والتعليم والسياحة والترفيه والاقتصاد وجودة الحياة والمشاريع التنموية الضخمة، وأمام أعيننا مهمة الحفاظ على الاستقرار والدفاع عن بلادنا ومقدساتنا، بل وحفظ أمن خليجنا وأمتنا وعالمنا، ذكرى مبايعة الملك سلمان الخامسة ذكرى اعتزاز وفخر لكل سعودي وخليجي وعربي، بل ولكل محب للسلام والنماء في العالم.
وعلى دروب الخير نلتقي.