مها محمد الشريف
قمة أبوظبي التي جمعت قادة السعودية والإمارات، بالرغم من كونها تندرج تحت اجتماعات المجلس التنسيقي بين الدولتين، وتأتي وسط ظروف سياسية معقدة، فالدولتان تتقدمان عالميًا واقتصاديًا، والمملكة تستضيف العام القادم قمة العشرين ودولة الإمارات تستعد لإقامة أكسبو2020، بالتأكيد أن الدولتين تدركان أن البلاد عالية الإنتاج أو سريعة النمو تعمل من أجل أن تكون مستقرة سياسيًا واقتصاديًا، وهما يعملان على أن يعود السلم والأمان والاستقرار للمنطقة، فالاستقرار السياسي والاقتصادي من أسباب انتعاش وتقدم الدول.
في إطار هذا التقدم، نستطيع أن نسلط الضوء على أهمية هذه الزيارة في ظل استمرارية الجهود التي يبذلها البلدان بهدف تفعيل محاور التعاون المشتركة بين البلدين حيال القضايا الإقليمية، في وقت تتزايد فيه جهود إنهاء الحرب في اليمن، وعلى هذا النحو تظهر علاقة تعد نموذجًا مثاليًا للشراكة والمصير المشترك من الناحية الاقتصادية والتنموية والعسكرية وشهد اللقاء، تبادل 4 مذكرات تفاهم، واستعراض 7 مبادرات إستراتيجية.
وكما تبدو توافق الرؤى والسياسات بين البلدين حيال القضايا الإقليمية واختيار أفضل البدائل المطروحة كتب الشيخ محمد بن زايد في حسابه في «تويتر»: ترأست وأخي محمد بن سلمان الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي - الإماراتي في أبوظبي. ماضون بتعزيز تكامل علاقتنا الإستراتيجية في المجالات كافة».
لا شك أن العلاقات تؤسس مرحلة جديدة لمواجهة الكثير من التحديات وتسارع التطورات واستقرار المنطقة، ودعمًا للشرعية في اليمن وصولاً لجمع الأطراف التي تحارب الحوثي باتفاق الرياض مؤخرًا، ومن ثم مناقشة حالة الصراع المسلح وإيقاف نشاط إيران في أحداث العراق الدامية وقتل المتظاهرين، ومحاولتهم المستميتة لتمييع المشهد وتشتيت الجهود الدولية لعدم التركيز على ما يدور بها، ولا يستبعد أبدًا أن يكون حرق قنصليتهم بالنجف من تدبيرهم، حتى يكون التصعيد في قمة غليانه، ويبرر لميلشياتهم بالعراق قتل العشرات وإيقاف الثورة التي تصدرت لإيران.
الآن وبعدما فقدت طهران السيطرة انهارت الروح المعنوية لشيطان لبنان وحرك زعرانه لخلق فتنة في لبنان وسط عواصف داخلية وتهديدات إرهابية ما زالت تشكل تهديدًا طائفيًا لوحدة لبنان واستقرارها.
لذا فإن لقاء الكبار من المملكة العربية السعودية ومن دولة الإمارات العربية المتحدة سيتناول ملف إيران وحساسية المرحلة ودقة التعامل معها لأن نظام طهران يريد إشعال المنطقة، ووحدة الهدف التي تجمع الدولتين تمتلك القدرة على مواجهة هذه التحديات وتحقيق الاستقرار للمنطقة، وقال آرثر شوبنهاور: «الوحدة هي قدر كل الأرواح العظيمة».