رغم مرور السنوات على رحيل الأديب نجيب محفوظ إلا أنه لا زال في أذهان المتابعين لأدبه.. فقد صدر عنه عدد من الكتب بعد وفاته.. وآخرها كتاب من تأليف أ. محمود الشنواني بعنوان: ثلاثون عاماً في صحبة نجيب محفوظ.. وكان الشنواني من المترددين على الندوات التي يقوم بها نجيب محفوظ باستمرار في العديد من مقاهي القاهرة.
الكتاب صدر عن دار صفصافة.. وفي الصفحات الأولى من الكتاب يتذكر الشنواني قصة اللقاء مع نجيب محفوظ.. ويقول إن اللقاء الأول كان في مقهى ريش يوم 13 من فبراير عام 1976م.. في سن التاسعة عشرة كنت منتشياً في ذلك اليوم الشتوي وأنا أجلس بالقرب منه.. أرى وأسمع ولم أكن أدري أنني أبدأ أكبر تجربة فكرية ووجدانية تشكلني وتتغلغل في أعماق عقلي وروحي.. ولم أكن أدري أنني بعد أكثر من أربعين عاماً أسجل في هذا الكتاب بعضاً مما رأيت وسمعت.. خاصة تلك الأحداث الراسخة في الذاكرة.
وفي صفحات عديدة من الكتاب تناول المؤلف الأماكن والشخصيات المختلفة التي تحاورت مع نجيب محفوظ حيث التنقل بين مقهى ريش.. وندوات أخرى أقيمت في قصر النيل.
ويقول الشنواني: قد تكون من أوجه الاختلاف بين رواد ندوتي ريش وقصر النيل، أن رواد ندوة ريش كان غالبيتهم من الأدباء وممن يعتبرون الآداب اهتماماً أساسياً وكينونة بالنسبة لهم.. أما رواد ندوة قصر النيل فمنهم بعض الأدباء وآخرين انتماؤهم للأدب أقل فلهم مجالات أخرى.
وكان نجيب محفوظ يقول: الأصدقاء الذين تختارهم لك الظروف أجمل بألف مرة من أن تختارهم أنت.
وعن جائزة نوبل للآداب التي فاز بها نجيب محفوظ عام 1988م يقول نجيب محفوظ: كنت في جريدة الأهرام وقال أحد الزملاء: اليوم ننتظر إعلان جائزة نوبل، وقال زميل آخر إن القائمين على أمرها يتجاهلون أدباء العالم الثالث، فقلت أعتقد أن حركة الترجمة تتحمل جزءًا من المسؤولية فكيف يصل إنتاجنا إليهم وهو محبوس في لغة لا يفهمونها.. وبعد أن ذهبت إلى البيت نمت فأوقظتني زوجتي وهي تقول إنني فزت بالجائزة.. وكنت مندهشاً غير مصدق.. ولا أدري كيف قابلت السفير السويدي وأنا أرتدي البيجاما!!.