د.عبدالعزيز العمر
في يوم ما كان يوجد في كل منطقة تعليمية تابعة لوزارة التعليم وحدة صحية، تُعنى بصحة الطالب من خلال فتح سجل صحي له، ومتابعته صحيًّا طوال فترة بقائه في التعليم العام؛ فمن المؤكد أنه لا يمكن إطلاقًا تجاهل التأثير الكبير لظروف الطالب الصحية على تحصيله وإنجازه الدراسي. للأسف مدارسنا تفترض أن الطالب يأتي إليها وهو مستعد للتعلم نفسيًّا وجسديًّا.. وهذا ليس صحيح بالضرورة. وسوف نتجاوز هنا الحديث عن سلامة حواس الطالب، وأثرها الواضح على جودة ما يكتسبه الطالب من تعليم. الحديث سيكون عن مرض السكري من النوع الأول الذي يصيب الأطفال، وعن الدور المتوقَّع من المدرسة للتقليل من تأثير المرض على تحصيله المدرسي. ولا شك أنه لا يمكن في هذه الحالة الحديث عن دور المدرسة في معزل عن دور الأسرة الباحثة بلهفة عن أي دعم صحي وتعليمي لطفلها. ونقطة البداية لتعامل المدرسة مع الطفل السكري تنطلق من بحث المدرسة عن مثقف صحي أو متخصص تغذية معتمد؛ لينظر دوريًّا في ملفات الطلاب السكريين، ويلتقيهم دوريًّا، ويتواصل مع أسرهم؛ ليقدم للطلاب ولأسرهم النصائح الطبية المناسبة؛ فكثير من العائلات تجهل تمامًا أبجديات التعامل مع مريض السكري.
أذكر أنني زرتُ مدرسة رياض أطفال في الولايات المتحدة، ووجدتهم قد أعطوا لكل طفل سكري برتقالة وإبرة، وكان الهدف تدريب الأطفال على وخز أنفسهم؛ ليتمكنوا من حقن أنفسهم بالإنسولين.
كذلك لا بد أن تثقف المدرسة معلميها في كيفية التعامل مع الأطفال السكريين، وتقدير حاجاتهم إلى الذهاب إلى دورات المياه، وإلى شرب الماء. كما لا بد أن تتوافر في المدرسة صيدلية، تحوي الحاجات الإسعافية للطفل السكري.