تقرير - علي الصحن:
تمرُّ بنا هذه الأيام الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-. تمرُّ بنا هذه الذكرى والوطن -ولله الحمد- يعيش في أمن وأمان، ووسط مشاريع تنموية كبرى، سبقْنا بها العالم، وفي ظل إنجازات نتباهى بها في كل المجالات.
إن الوطن الغالي يحتفل اليوم بالذكرى الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي تولى مقاليد الحكم في البلاد في الثالث من ربيع الآخر لعام 1436هـ. وتحل هذه الذكرى الغالية على الوطن ومواطنيه وسط استقرار سياسي واقتصادي، يرفل به هذا البلد الكريم، وسط عالم يموج بمتغيرات وظروف ومعطيات مختلفة. وتحل ذكرى البيعة الخامسة والوطن الغالي بقيادته الرشيدة يزهو بفخر، ويواصل النمو بحب، ويتقدم الركب في كثير من المجالات. تمرُّ هذه الذكرى الغالية والوطن ينشر الفرح، ويزرع البهجة، ويبث الدفء في قلوب مواطنيه وساكنيه وقاصديه، ويرفل من خير إلى خير في خير.. يمتد في علو حتى عانق عنان السماء، ويمتد في عشق حتى لازم شغاف القلب، وفي ولاء تجدده المواقف والأحداث، ووسط انتماء يصلح أن يكون قصة لا تتكرر على غير هذه الأرض، ترويها الأجيال للأجيال، وترويها محبة المواطن لمليكه وقيادته ومكونات وطنه.
ذكرى البيعة المباركة للملك الغالي ذكرى غالية، يعيد فيها الجميع قراءة سيرة الملك المفدى وما قدمه لوطنه من أعمال وإنجازات، سواء في فترة حكمه السديد، أو في المناصب الأخرى التي خدم فيها الوطن، وأمضى عمره - حفظه الله - في العمل من أجله، والمساهمة في بنائه لبنة لبنة، حتى أصبح في طليعة بلاد العالم، ومقصد الكثير من الناس من مشارق الأرض ومغاربها.
إن القارئ لمسيرة هذا الوطن تحت قيادته الحكيمة مع عضده وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يعرف جيدًا حجم الإنجازات التي تحققت، والأرقام التي علت.. وهي إنجازات وأرقام لا تنافَس ولا تجارَى، ولا يمكن حجبها، أو المرور عليها، بل إنجازات تجبر المتابع على التوقُّف عندها وإنصافها، وشُكْر المولى العلي القدير على أن أنعم على هذا الوطن بقيادة حكيمة، جعلت البلاد والعباد أكبر همها، وتعمل كل شيء وتبذل كل غالٍ ونفيس من أجلهما.
القيادة والدعم التاريخي للرياضة
وتأتي ذكرى البيعة والقطاع الرياضي يحظى - كما هو دائمًا - بدعم غير مسبوق من القيادة الرشيدة التي تجدد في كل مرة ما تحظى به الرياضة السعودية وممارسوها من اهتمام ودعم كبيرَيْن؛ إذ أُعلن قبل خمسة أشهر عن استراتيجية دعم الأندية السعودية، التي تقوم على تشغيل وتطوير هذه الأندية لضمان استدامتها إداريًّا وماليًّا، التي أكد سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل خلال المؤتمر الخاص بإعلانها الاهتمام الخاص لسمو ولي العهد ورؤيته في دعم الرياضة بشكل عام، والأندية بشكل خاص، مبينًا أن هذا الدعم سيحقق الاكتفاء الذاتي لدى الأندية، وسيسهم في نشر الألعاب المختلفة، إضافة إلى إيجاد نظام حوكمة مالية وإدارية، ستكون معها الأندية قادرة على جذب المستثمرين، بما سيسهم بشكل كبير وفعال في زيادة مداخيلها المالية.
أرقام غير مسبوقة
وأوضح سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل أن هذه الاستراتيجية ستعمل على تعزيز القطاع الرياضي بشكل عام، والاستثمار فيه على وجه الخصوص؛ إذ ستقوم الهيئة العامة للرياضة من خلالها بتوزيع مبلغ 2.5 مليار ريال للأندية وفق خطة متكاملة، تشجعها على العمل وفق إطار عام لنظام حوكمة فعّال، يسهم في تطورها على الصعيدَيْن الرياضي والإداري، إضافة إلى شمولية هذا الدعم لـ170 ناديًا وفق آلية محددة. كما ستسهم هذه الاستراتيجية في رفع مستوى الرياضة السعودية بمختلف أنواعها؛ لتحقق أعلى المستويات العالمية من خلال تنوُّع وانتشار الألعاب المختلفة لدى الأندية، وتعزيز مستواها وأدائها العام.
دعم الأندية.. للجميع
وتوفر الاستراتيجية دعمًا ماليًّا مباشرًا (لجميع أندية المملكة) بمبلغ 50 مليون ريال لكل نادٍ من أندية دوري المحترفين البالغ عددها (16 ناديًا)، ومبلغ 80 مليون ريال يقسَّم بالتساوي بين أندية دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى البالغ عددها (20 ناديًا)، ومبلغ 36 مليون ريال يقسَّم بالتساوي بين أندية الدرجة الثانية البالغ عددها (24 ناديًا)، ومبلغ 55 مليون ريال يقسَّم بالتساوي بين أندية الدرجة الثالثة البالغ عددها (110 أندية).
وبحسب الاستراتيجية، يمكن لأندية دوري المحترفين البالغ عددها 16 ناديًا الحصول على دعم إضافي في حال تطويرها أربعة محاور رئيسية، هي: (الحوكمة - البنية التحتية - القاعدة الجماهيرية - الألعاب المختلفة). وستكون آلية الدعم في هذه المحاور مشروطة. ويحصل كل نادٍ من أندية دوري المحترفين على مبلغ (20 مليون ريال) في حال قام النادي بمطابقة معايير محددة من ناحية الاستراتيجية والقيادة والهيكلة الإدارية والإدارة المالية والإدارة التشغيلية ومسؤولية أصحاب العلاقة والالتزام والتحكم والمراقبة واللوائح الداخلية.
ويحصل كل نادٍ من أندية دوري المحترفين على مبلغ (10 ملايين ريال) مقابل تطوير البنية التحتية والمنشآت التابعة لها. كما يحصل كل نادٍ من أندية دوري المحترفين على مبلغ (5 ملايين ريال) مقابل تنظيم فعاليات مصاحبة للمباريات المستضافة على ملعب النادي.
ويحصل كل نادٍ من أندية دوري المحترفين على مبلغ (3 ملايين ريال) مقابل جهود التسويق لزيادة جماهيرية للنادي. ويحصل كل نادٍ من أندية دوري المحترفين على مبلغ (مليون ريال) في كل مباراة على ملعبه يحقق فيها نسبة حضور جماهيري تفوق 50 % من السعة الإجمالية للملعب، أو حضور أكثر من 10 آلاف متفرج للملاعب التي تزيد سعتها على 25 ألف مقعد.
وفيما يخص الألعاب المختلفة وآلية دعمها فقد تم رصد مبلغ (480 مليون ريال)، يتم منحه للنوادي الـ170 في المملكة لتحفيز جهودها في تنشيط مختلف الألعاب، وذلك بالارتكاز على مشاركتها، والنتائج التي تحققها ضمن نظام «نقاط موحد»، تم تصميمه خصيصًا لهذا الهدف.
ويتم توزيع الدعم المالي وفق عدد النقاط الإجمالي الذي يحصده النادي عبر أدائه في مختلف المسابقات في جميع الرياضات. وسيكون الموسم القادم نقطة الانطلاق باختيار 10 ألعاب مختلفة، يصل مجموع نقاطها الإجمالي إلى 800 نقطة. وتشمل الألعاب العشرة: الكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة اليد، وألعاب القوى، والتنس الأرضي، والتايكوندو، والكاراتيه، وكرة الطاولة، والسباحة، والدراجات الهوائية. وتم اختيار هذه الألعاب العشرة في الموسم القادم وفقًا لأربعة معايير، هي: «استراتيجية الهيئة العامة للرياضة للاعبي النخبة، وبطولات الاتحادات، ونسبة المشاركة المجتمعية في الألعاب، والطلب الجماهيري على هذه الألعاب».
3 مراحل لدعم الألعاب المختلفة
ويقوم نظام النقاط الموحد للألعاب المختلفة على ثلاث مراحل، منها استيفاء الأندية شروطًا ومعايير محددة للدخول في نظام النقاط، أبرزها التنافس في خمس ألعاب من العشر المختارة على الأقل، والمشاركة في عشر ألعاب بالمجمل، إضافة إلى التنافس في 5 ألعاب من العشر المختارة على الأقل في الفئات السنية، وتصميم برامج تطوير الفئات السنية في 8 من الألعاب العشرة المختارة، وتقديم خطة لتطوير الألعاب المختلفة لجميع الفئات السنية.
أيضًا مرحلة جمع النقاط، وتتطلب من الأندية المؤهلة تفعيل الألعاب والمنافسة، والبدء بجمع النقاط خلال المنافسات في الألعاب المختلفة. وكذلك مرحلة الدعم المالي التي يتم فيها تقديم الدعم المالي للأندية وفق عدد النقاط التي حققتها.
هذه الأرقام غير المسبوقة، وهذا الدعم منقطع النظير، سيوفران لجميع الأندية السعودية أرضًا خصبة للعمل، وتحقيق طموحات الشارع الرياضي، وسيخلقان فرصًا متكافئة للمنافسة بين الجميع، وفي مختلف الألعاب، وسيريحان الأندية من أهم معوق كان يواجهها لسنوات طوال، هو الشح المادي، وضَعْف الإيرادات مقارنة بحجم المصروفات.
إنجازات تتوالى
إنجازات الرياضة السعودية في هذا العهد الميمون متواصلة، وعلى الأصعدة والألعاب كافة. والرياضة السعودية ما زالت تبرهن حضورها القوي، وبريقها الأخّاذ.. والمملكة العربية السعودية أصبحت قِبلة لكثير من المنافسات والمتنافسين، وأصبحت الكثير من البطولات والمنافسات تجد لها أرضًا رحبة، وتحظى بمتابعة واسعة، وجماهيرية كبيرة، ومنافسات رياضية مختلفة، وفي مسابقات متنوعة، كالمصارعة والملاكمة والشطرنج وسباقات السيارات والدراجات، وغيرها من الألعاب الجماعية والفردية.
وكان آخر الإنجازات الرياضية فوز فريق الهلال بدوري أبطال آسيا، وهو الإنجاز التاريخي الذي كان نتاجًا حقيقيًّا للدعم الذي تجده الرياضة ومسؤولوها وممارسوها من لدن القيادة الرشيدة -حفظها الله-.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، وحفظ الله السعودية العظمى، وأدام عليها أمنها وأمانها واستقرارها وإنجازاتها وتقدُّمها.