«الجزيرة» - منيف الضوي
الوفاء سمة لازمت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ويظهر ذلك من خلال سيرته العطرة -حفظه الله-، فقد رافق إخوانه الملوك لأكثر من خمسة عقود معينًا ومساندًا كرجل دولة من الطراز الفريد، ويظهر وفاؤه أيضًا من رحمته وشفقته بالمنكوبين من خلال ترؤسه اللجان الخيرية والجمعيات ومساعدة المعوزين والفقراء فهو رئيس المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية العاملة بمنطقة الرياض، حيث يرأس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض، وهو الرئيس الفخري للجمعية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ورئيس جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات على مستوى المملكة والرئيس الفخري لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم ويتبعها كل من (جامعة الأمير سلطان الأهلية - واحة الأمير سلمان للعلوم) ورئيس مجلس إدارة جمعية البر وفروعها بالرياض وهو الرئيس الفخري لمجلس المسؤولية الاجتماعية بالرياض ورئيس مجلس إدارة جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري ورئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض ورئيس مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الراغبين في الزواج ورئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية.
كما رأس عديدًا من اللجان والهيئات التي كان لها نشاط ومهام خارج المملكة مثل لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956م واللجنة الرئيسة لجمع التبرعات للجزائر عام 1956م واللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن عام 1967م واللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني. ورئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر في أعقاب اندلاع حرب1973م بين مصر وإسرائيل واللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في سوريا في أعقاب اندلاع حرب 1973م بين سوريا وإسرائيل والهيئة العامة لاستقبال التبرعات للمجاهدين الأفغان عام 1980م واللجنة المحلية لإغاثة متضررى السيول في السودان عام 1988م واللجنة المحلية لجمع التبرعات لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1989م واللجنة المحلية لتقديم العون والإيواء والمساعدة للكويتيين على إثر الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990م واللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنجلاديش عام 1991م والهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م والهيئة العليا لجمع التبرعات لمتضررى زلزال عام 1992م في مصر واللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي الباكستان عام 1973م.
مرافقته للأمير سلطان رحمه الله
كل أفراد الشعب السعودي الأصيل يتذكرون ملحمة الوفاء التي رفع رايتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حينما رافق أخاه الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- في رحلة المرض، وليس أجمل هنا من المشاعر التي سطرها ابن المرحوم الأكبر صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز عن ذلك في حديث نشرته (مجلة تجارة الرياض في عددها رقم 596 عام 1433هـ) حيث قال:
لقد ضرب سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز المثل الأعلى في الإخوة الحقة الصادقة الأمينة والوفاء المطلق النادر المثالي في صحبته وملازمته لأخيه سلطان بن عبدالعزيز والوقوف على راحته طوال فترة علاجه يشد من أزره ولا يفارقه أبدًا.
وهذا الدرس العظيم في الوفاء والإخوة يعلمه المعلم الكبير سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لأبناء هذا الجيل وأبناء الأجيال المقبلة، ليؤكد أن الوفاء سمة من أهم سمات الأسرة المالكة والشعب السعودي حكومة وشعبًا، وركن ركين في تعاليم عقيدتنا السمحة ووصايا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فجزاه الله خير الجزاء على ما قدم وأكرمه بالصحة والعافية وطول العمر في خدمة هذا الوطن الغالي.
تبرع الملك سلمان للأشقاء في اليمن
تبرع سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- للمنكوبين في اليمن الشقيق، وذلك بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار تلبية للنداء العاجل للأمم المتحدة لإيصالها للمستحقين من المنكوبين بحسب الأولويات التي يتفق عليها الطرفان والحكومة الشرعية اليمنية، وذلك في إطار الجهود الحثيثة التي يقوم بها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للعمل السريع على تحقيق ضمان سرعة الإنجاز، ووصول المعونة إلى مستحقيها وفق خطط مدروسة من جميع الأطراف، وذلك وفق الخطة التالية: يخصص 142.808.948 دولارًا أمريكيًا لبرنامج الغذاء العالمي، وتخصيص مبلغ 31.079.202 دولار أمريكي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فيما خصص مبلغ 5.825.633 دولارًا أمريكيًا لمنظمة الأغذية والزراعة.
وأضاف: تم تخصص مبلغ 1.743.203 دولارات أمريكية للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وكذلك مبلغ 29.634.312 دولارًا أمريكيًا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، وتخصيص مبلغ 22.641.531 دولارًا أمريكيًا لمنظمة الصحة العالمية، بينما خصص مبلغ 524.937 دولارًا أمريكيًا لمكتب المفوض السامي لحقوق الإِنسان، وكذلك خصص مبلغ 2.494.491 دولارًا أمريكيًا لصندوق الأمم المتحدة للإسكان، ومبلغ 8 ملايين دولار أمريكي لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وفيما يتعلق بالمبلغ المتبقي تم الاتفاق مع الأمم المتحدة لمواصلة التشاور بشأن الاستفادة منه في برامج أخرى، ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تأكيدًا للشراكة الإستراتيجية بينهما.
وأشار المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (في حديث لوسائل الإعلام المحلية) إلى أن المركز والأمم المتحدة اتفقا أيضًا على تفعيل الاتفاقية، بحيث يجب على كل منظمة تابعة للأمم المتحدة أن توقع مع المركز مذكرة تفاهم بمحتوى البرامج المقترحة وتكاليفها قبل صرف المبالغ، وأن يكون صرف المبالغ على دفعات مبنية على الإنجاز لكل مهمة، وكذلك البرامج المقترحة من منظمات الأمم المتحدة تكون بموافقة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية باستشارة الحكومة الشرعية اليمنية.
وهذه الاتفاقية تعد الأولى من نوعها التي تؤسس للشراكة بين الأمم المتحدة وهيئة إغاثية سعودية متمثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
القمة العربية حزم
عربي مؤيد للسعودية
وفيما يتعلق بالأحداث الجارية في اليمن، أيد البيان الختامي للقمة العربية الـ26 المنعقدة في شرم الشيخ المصرية الإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية ضمن عملية عاصفة الحزم، مطالبًا الحوثيين «بالانسحاب الفوري من العاصمة صنعاء والمؤسسات الحكومية وتسليم سلاحهم للسلطات الشرعية».
قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمة المملكة:
إن واقعًا مؤلمًا تعيشه دول عربية نتيجة تحالف بين الإرهاب والطائفية، وأن التدخل الخارجي في اليمن دفع بالحوثيين للانقلاب على الشرعية. موضحًا أن العدوان الحوثي على الحكومة الشرعية يشكل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين.
وأضاف الملك سلمان في كلمة له خلال افتتاح أعمال القمة العربية في شرم الشيخ «دول الخليج استجابت لدعوة الرئيس اليمني، وميليشيا الحوثي المدعومة إقليميًا هددت أمن المنطقة، ورفضت التحذيرات». معلنًا أن السعودية تفتح أبوابها للحوار أمام كل الأطراف اليمنية، ومقدمًا في الوقت ذاته شكر المملكة إلى كل المشاركين في عاصفة الحزم.
وأوضح خادم الحرمين «على ميليشيا الحوثي إعادة الأسلحة إلى دولة اليمن، وأن الهدف من عاصفة الحزم هو أن ينعم الشعب اليمني بالاستقرار».
وزاد الملك سلمان في كلمته «نتابع بقلق بالغ تطور الأوضاع في ليبيا، وأن النظام السوري يرفض الحلول الإقليمية والدولية، ويجب تعيين مبعوث دولي رفيع لمبادرة السلام العربية، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية».
إعادة الأمل
ورحب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته خلال افتتاح القمة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون بالدول المشاركة لمناقشة عديد من الملفات على الساحتين الإقليمية والعربية وفي مقدمتها الأزمة اليمنية، مستذكرًا - حفظه الله- في كلمته مآثر الراحل الملك عبدالله ودوره في رفعة مجلس التعاون.
وشدد الملك سلمان على أن «منطقتنا تتعرض لأطماع خارجية، وقرار التدخل في اليمن جاء لوقف التدهور، وعمليات عاصفة الحزم حققت أهدافها». مشيرًا إلى أن عملية إعادة الأمل ترتكز على قرار مجلس الأمن الأخير. قائلاً:
«نعلن تأسيس مركز للأعمال الإغاثية مركزه الرياض». مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه:
«سنستمر في جهودنا لدعم اليمن بالإمكانات».
وأوضح الملك سلمان موقف المملكة قائلاً:
«حان الوقت لتطبيق مبادرة السلام العربية، وسنعمل على بسط الاستقرار في المنطقة، وندعو الدول الكبرى لوضع قواعد صارمة تحول دون انتشار السلاح النووي، والقضية الفلسطينية ستبقى هي القضية الرئيسة والمركزية.
وهكذا أثبت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قوة ومكانة المملكة العربية السعودية في ردع العدوان على أي شرعية لأي دولة شقيقة، ووضع النقاط على الحروف لسياسة خارجية جديدة تضع الأمور في نصابها ولا تسمح بالتهديدات المحتملة مع أجندات سياسية متلونة، فحفظ الله لنا سلمان الحزم ووفقه لخدمة أمتيه العربية والإسلامية، وأدام على بلادنا أمنها وأمانها.