عايض البقمي
هكذا شأن العظماء يغيبون جسداً حين يموتون لكنهم يظلون حاضرين.. بأعمالهم وآثارهم ومواقفهم التي رسموا خطوطها في مسيرتهم الحياتية.
مداد القلم لا يمكن جمع خطاه في هذه المقالة وهو يتحدث عن الأمير محمد بن سعود الكبير - طيب الله ثراه - هذا الرائد والرمز الفروسي الذي نعيش الليلة أمسيته الذهبية وإقامة أولى بطولات الموسم الكلاسيكية على كأسه الذهبية (كأس الوفاء) ومن أجل هذا الفارس الكبير يأتي في مقدمة جموعنا المحتفية.
ملك الحزم والوفاء وأبو الظفرات (سلمان العز والصرامة المطوقة بالعدل) وهذه البطولة تقام تحت رعايته الكريمة -يحفظه الله- امتداداً لمسيرة أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وتقديراً وامتناناً للأدوار الجليلة التي قدمها (شقران) للفروسية السعودية كأس الوفاء التي تقدم في نسختها الـ25 تخليداً لذكرى الأمير محمد بن سعود الكبير.
وكما قال الابن البار سلطان بن محمد: (ليست كبيرة على والدي وليست بكثيرة على الملك عبدالله -رحمه الله- والملك سلمان أدام الله عزه).
عبارة صائبة من أبو نايف وتوزن بالذهب، فالأمير محمد بن سعود يستحق هذا التقدير الذي يأتي من أعلى المستويات في أجل المناسبات، وها هو الملك سلمان (ملك الوفاء)، ومن رسخ الوفاء بالأفعال مع إخوانه يواصل مثل هذه القيم النبيلة وهو ذو المعدن الأصيل الذي لا تفوته السوانح في التعبير عن الوفاء لكل من يستحق من أصحاب البذل والعطاء لهذا الوطن الكبير.
والليلة نعيش مجدداً أحداث المواجهة الأولى لعمالقة الإنتاج السعودي حيث ظل الأزرق العملاق حاملاً للقبها ومحتكراً لمنصات التتويج بكأس الغالية لـ7 سنوات متوالية كيف لا وهي تحمل اسم شقران الذي خلّف رجالاً أكملوا مسيرة والدهم العطرة وجاء من صلبه شبله الكبير سلطان الميادين وأبو المكارم الأمير الشهم الرزين الذي ظل يبذل الغالي والنفيس لكي يكون الأزرق دائماً في مكانته العالية.
في الموسم الماضي وعبر تاريخ هذه البطولة وأصل اسطبل البطولات وعرين الذهب (الأسطبل الأبيض لأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز جموحة ومرة لاختلال صدارة سجل بطولة الوفاء الذهبية وفعلاً وبلمسات الداهية بإذن الله تصدر هذه البطولات بـ8 بطولات.
والليلة وبعد أن تمسك بالصدارة يأتي الأسطبل الأحمراني وقلعة الكؤوس (أسطبل الأمير فيصل بن خالد يعزز مسمى المنافس التقليدي للأبيض ومواجهة خالصة بهدف انتزاع اللقب عبر عمالقته الجامي ومغناج وعناية المجيد وفي مواجهة العملاق بإذن الله وابن النفيس وسط أطماع النشاص وفدرالي ولعبون وليد.
كل الأمنيات الصادقة بأن نستمتع بسباق عمالقة وأبطال الإنتاج السعودي.
رحم الله أبو متعب وشقران الخيل وأطال الله في عمر سيدي ووالدي وحبيبي الملك سلمان وأمد في عمره سنين خادماً للبيتين وسنداً للمسلمين وذخراً للوطن وكل الفروسيين.
المسار الأخير:
ما كل (مهرة) ترتخي ليد خيال
ولا كل (خيال) يقيد رسنها