هالة الناصر
مع بزوغ فجر كل يوم يصحو السعوديون على إنجاز جديد أو مشروع للخدمة العامة، في تأكيد واضح على أن حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، في سعي دائم لرفاهية الإنسان وتطوير المكان.
وآخر هذه المشاريع وضع حجر أساسه خادم الحرمين الشريفين في موقع تاريخي شهد ملاحم بطولية منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، فالدرعية هي بوابة التاريخ ونواة الدولة السعودية وآن لها أن تصبح وجهة ثقافية وسياحية عالمية، بما تضمه من آثار تضج بمعاني التضحية والبطولة وآثار الآباء والأجداد، لذلك يكون الحفاظ عليها بمشروع ضخم أولوية لتعريف بالجيل الحالي بما تحتويه من قيمة كبيرة، ويهدف المخطط الرئيسي لبوابة الدرعية، الذي أسس له بقيمة 64 مليار ريال، إلى بناء مجتمع حضاري تقليدي متعدد الاستخدامات يحتفي بالتاريخ الثقافي العريق للمملكة العربية السعودية ممتداً على مساحة سبعة كيلومترات مربعة بحيث يوفر المخطط خمسة أماكن مميزة للتجمع والاستكشاف، ما يؤكد الحرص على تميز المشروع ونقل التراث السعودي عبره للعالمية، واهتم المشروع بكل الجوانب الثقافية والفنية والأثرية، إذ تضمن مخططه ستة متاحف هي: متحف منزل آل سعود الذي يضم جناحاً مخصصاً للملك سلمان ويحتضن إرث المملكة وإنجازات خادم الحرمين، متحف الدولة السعودية وشبه الجزيرة العربية الذي يستعرض تاريخ المنطقة وتطور الدولة السعودية، ومتحف رحلة المئة قصة الذي سيمكِّن الزوار والمقيمين من التفاعل مع قصص تاريخ المملكة وثقافاتها عبر مختلف المواقع ومن خلال التجارب الواقعية والإلكترونية، ومركز الدرعية للفنون، ويعنى بالفنون والثقافة المعاصرة ويقع ضمن منطقة البجيري ويربط الماضي بالحاضر والثقافة بالطبيعة، ومتحف الفنون الرقمية الذي يحفز لخوض تجربة مبتكرة ومشابهة للواقع تعرض مختلف المعلومات عن تاريخ الدرعية بهدف جذب الأجيال الجديدة لاستكشاف تراثهم الوطني، إضافة لمتحف مسك للتراث وهو مؤسسة تعليمية تهدف لتحفيز الجيل القادم للتفاعل بكل ما يتعلَّق بتاريخ وإرث المملكة عبر ترويج آخر الأبحاث والتميز بطريقة العرض.
ويشمل المخطط الرئيسي لبوابة الدرعية، أيضاً منطقة الفنون، وسيتم تأسيس خمس أكاديميات ضمن منطقة الفنون لتوفر فرص تعلّم تشمل العديد من التخصصات المحلية مثل الخط العربي والفنون الإسلامية والعمارة النجدية والأبنية الطينية وفنون الطهي النجدية والمسرح والموسيقى العربية، ومما سبق يبدو لنا جلياً حجم الاهتمام المتعاظم من قبل الدولة بالثقافة والفنون والسياحة والحفاظ على التراث الوطني، ونقله للأمم الأخرى والتأكيد على أن المملكة تمتلك إمكانات سياحية كبيرة تضاهي بها دول المنطقة والعالم.