أحمد بن عبدالرحمن الجبير
يعدّ قطاع السياحة في المملكة قطاعًا ضخمًا ومهمًا، ويشكل مصدر دخل رئيس للمملكة إذا ما التفت إليه، ورسمت له خارطة طريق لتطويره، وتعتبر السياحة في المملكة مصدرًا للدخل قبل النفط، ويشهد تطوراً ملحوظاً، ويسهم في الناتج المحلي، ويدعم الاقتصاد الوطني، وقال عنه سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- (إن قطاع السياحة السعودي رافدا مهم لاقتصاد الوطن).
فتنمية وتطوير السياحة في المملكة تعتبر من ضمن مبادرات الرؤية السعودية2030م، لما تمثله من فوائد اقتصادية، واجتماعية لبلادنا، ولكن الملاحظ أن هناك تحديات وعقبات، ومشاكل تواجه السياحة الداخلية، ومن أبرزها غلاء أسعار الفنادق، والمطاعم والترفيه، وقلة عدد أماكن الجذب السياحي، وضعف التسويق، والخدمات المقدمة، وقلة الأنشطة، والبرامج السياحية.
كما أن السياحة الداخلية غير موجهة للمواطن السعودي على عكس السياحة الخارجية، حيث تقوم العديد من وكالات السياحة داخل المملكة إلى الترويج للسياحة في الدول العربية، والإسلامية والأجنبية، وبأسعار مخفضة تنافس السياحة المحلية، وجذب المواطن عن طريق العروض التسويقية والإعلانات، مما جعل المواطن يبتعد عن السياحة الداخلية.
فقضاء يوم واحد في أحد الفنادق المحلية يكلف المواطن مبلغاً مالياً وقدره، وقد يتجاوز ما يصرفه في أحد الفنادق الخارجية لعدة أيام، مما أدى إلى ابتعاد الكثير من المواطنين عن السياحة الداخلية والتوجه للسياحة الخارجية نظراً لغلاء الأسعار، وانخفاضها في الفنادق الخارجية، وتوفر جودة الخدمة المقدمة، ووسائل النقل، وبرامج الترفيه.
والملاحظ أن وقت المغادرة في بعض الفنادق، والشقق الفندقية المحلية غير مناسب، وخاصة في أجواء مثل أجواء المملكة في فصل الصيف، حيث يصعب المغادرة الساعة 12 ظهراً، ومن المفترض أن يكون وقت المغادرة الساعة 4 بعد صلاة العصر، لذا يجب على هيئة السياحة التأكيد على جميع الفنادق، والشقق الفندقية بالالتزام بذلك.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل سيتم أيجاد حل لمعوقات، ومشاكل السياحة الداخلية، مما يجعل المواطن يقتنع بالسياحة المحلية، ويجد ما يناسبه من العروض السياحية التي تلبي احتياجاته وتتناسب مع دخله، وخاصة ذوي الدخل المحدود، والمتوسط من المواطنين، ولا يحتاج إلى نفقات ومبالغ عالية تتجاوز قدراته.
لذا نحتاج إلى العديد من المبادرات التي تدعم السياحة المحلية، والاستثمار في المشروعات السياحية وعمل تسويق مستمر عبر وكالات السياحة، والسفر المحلية لتصميم البرامج السياحية الداخلية عبر التخطيط الموسمي لها في الإجازات، وتطبيق برامج متكاملة، وبأسعار منافسة، وبما يلبي احتياجات المواطن، ويجذبه للسياحة الداخلية.
ونحن نجزم بقدرة هيئة السياحة، ورئيسها معالي الأستاذ أحمد الخطيب، على تجاوز كل التحديات والمشاكل التي تواجه السياحة المحلية، وتقف في طريق خدمة المواطن، وتوفير سياحة مناسبة له ولعائلته تتناسب مع دخله المالي، فالمملكة تتميز بموقعها الجغرافي، وفيها الحرمين الشريفين والبحار والجزر، والمناطق الساحلية، والجبلية والوديان، والمناخ الرائع.