ميسون أبو بكر
منذ بدأت بقيادة مركبتي والإذاعة رفيقتي اليومي، وجدت فيها برامج رائعة ورونقاً مختلفاً، وصارت مواضيعها شغفي اليومي، وتذكرت محافل سابقة تابعتها أو شاركت فيها عبر العالم كرمت على منابرها إذاعتي الرياض وجدة، فالجهد على الإذاعة مضاعف لأنه جهد الصوت وحده دون حضور الصورة، وما أجمل أداء البعض الذي يحمل في صوته الصورة والفكرة والإحساس عبر الأثير.
إحدى المحطتين وأظنها إذاعة الرياض عرضت استفتاء طرحته على المستمعين حول اقتناء الحيوانات الأليفة وإمكانية اصطحابها في بعض الأماكن العامة كالحدائق وأماكن المشاة والمطاعم ووو....، طرحت السؤال بدوري في موقعي بتويتر @mayabubaker والحمد لله أن الردود جميعها كانت ردوداً حاسمة لعدم تقبل هذا الموضوع وهي إجابات وردود إيجابية حسب وجهة نظري.
ظاهرة اقتناء الحيوانات الأليفة ظاهرة متفاقمة في المجتمع الغربي ولها أسبابها، فلا يكاد يخلو منزل من أكثر من (حيوان) بخاصة الكلاب، ولهم طقوسهم في تمشيتها خارج المنزل يومياً وتأمينها عند أحدهم في حالة غياب الشخص أو انشغاله أو سفره فتكاد تشعر أنها طفل وفرد مضاف للعائلة، أتذكر تهكم جدتي حين صادفنا أحدهم يبالغ في تدليل قطته ويصطحبها للطبيب (تهكمت وقالت إحنا ما صدقنا كبروا عيالنا وارتحنا! وهذول يشترون الهم شرا!!).
المغزى أن الحيوانات الأليفة تحتاج لعناية لا تقل عن رعاية طفل، غذاء خاص ونظافة دائمة وتطبيب دوري والحرص من الأمراض التي تصيب الحيوانات وتنتقل إلى أفراد العائلة، كما تحسس البعض من وبرها، وقد تكون لها حالات عدوانية تؤذي الغرباء وزوار المنزل، فكيف تتخيل المشهد خارج المنزل؟!.. أقصد إن تم اصطحابها في المرافق العامة ومضايقة المارة أو الأشخاص.
لاقتناء الغرب لهذه الحيوانات أسبابهم وأهواؤهم، ونحن ليست لدينا الأسباب نفسها والحمد لله، فهم يعانون من الوحدة والاستقلالية التامة عن الأسرة وعدم الرغبة في الإنجاب لذلك يحتاجون لونيس وفي أحايين أخرى يقتنيها المسنون بغرض مساعدتهم في المشي وقطع الشارع وأمور أخرى، لأنهم يعيشون وحيدين دون محيط أسري وأولاد وأحفاد وهذه طبيعة مجتمعاتهم.
الثقافة تختلف بين هنا وهناك، والعادات ونمط الحياة وطبيعة البشر، فقد أتقبل على سبيل المثال في رحلتي لأوروبا وأمريكا أن وجود (جرو أو كلب بحجم كبير) في مطعم أو في مصعد أو شارع أو محل، لأني مضطرة أن أحترم ثقافة وأنظمة البلد الذي أنا زائرة فيه، وفي نفس الوقت من المستحيل أن أتقبل الأمر نفسه في إحدى الدول العربية؛ لا أتقبل أن أكون في المصعد نفسه مع (كلب) أو في الممشى أو المحال التجارية ومحلات بيع الأطعمة والمطاعم.
الثقافة.. مختلفة تماماً وأسباب اقتناء الحيوانات الأليفة تختلف، وبيئتنا لعلها لا تسمح صحيًا نظرًا للأجواء الحارة والمنازل المغلقة، وظروف أخرى وأسباب دينية في المقام الأول تختص ببعض أنواع الحيوانات.
المواضيع التي تطرحها بعض البرامج الإذاعية هي مواضيع تلامس الواقع ونمط العصر وموضوع اقتناء الحيوانات الأليفة الذي استقطب المتصلين والمتفاعلين معه حفزني لمشاركة القارئ الكريم رأيي في مقالي هذا والذي أحترم فيه حق الحيوان في العيش في بيئته الطبيعية.