محمد المنيف
حينما تطلق كلمة مساحة فإننا نفهم أنها المحصورة بين الأضلع الأربعة أو أي أضلاع أخرى كقياس هندسي، أما إذا أخذناها برؤية أكبر وجعلناها عنوانا أو اسما فإنها تتجاوز حدود الأرقام وحجم المكان والزمان، افتراضي، كان أو واقع، وقبل أيام مررت بشارع المعذر الذي تقع عليه صالة (مساحة) الاسم الجديد للصالة الواقعة أمام قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق الأنتركونتننتال.
هذا الصالة التي تشرفت بإدارتها ما يزيد عن الثلاثة عشر عاما تحت اسم صالة الأمير فيصل بن فهد، تمرض لكنها لا تموت تتراجع دون أن تقف بل تستعد لتتقدم، تنافس فتفوز، كانت أول صالة للمعارض الفنية في المملكة قاطبة احتضنت كبار المعارض ورواد الفن واستضافة كثير من المعارض الدولية والعربية والمحلية تشرفت بالعديد من المسؤولين على رأس القائمة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله عندما كان أميرا للرياض لافتتاح معرض خيري أقامته مؤسسة عبدالرحمن السديري تبع ذلك تشرف الصالة بافتتاح الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله معرض وفاء الخيل لنخبة من فناني جدة وتواصلت الزيارات من أمراء ووزراء وغيرهم وشملت معارض التربية الفنية للمدارس والجامعات.
اليوم تزدان الصالة بمسماها الجديد الذي يشير إلى أنها تتسع لكل الإبداعات والمناسبات الفنية بعد أن أعاد لها معهد مسك حيويتها لتنتعش وتتحرك بدماء شبابها وبمهامها من معارض، وحوارات، ودورات فنية أجزم أنها ستصبح جاذبة ومنتجة لمرحلة هامة في مسيرة الفنون لتجاري نهضة الرؤية الوطنية 2030.
فقد تردد بين التشكيليين والمهتمين بالفنون بأن هناك بارقة خير فنية ساق سحابها معهد مسك للفنون لتفعيلها لم يحدد لها وقت لكنها بشرى ستكون بها صالة (مساحة) معلما إبداعيا ومنصة تفخر بها الرياض ويعتز بها الفن التشكيلي في وطننا الغالي..
ما نأمله من صالة (مساحة) وبما نستشرفه من خطط معهد مسك أن تكون المعارض المقامة في الصالة معبرًا وممثلا لحقيقة مستوى الفن التشكيلي السعودي فكرة وتنفيذا.. ما يجعلها متميزة وذات خصوصية تجمع أعمال أصحاب الخبرة بجيل جديد.. مع ما يقدم حاليا من ندوات ومحاضرات تثري ثقافة المجتمع.