خالد بن حمد المالك
أكتب لكم من أبوظبي، حيث لا يغيب اسم بطل اتحاد الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - الذي يقترن اسمه كمؤسس لهذا الاتحاد الذي جمع القلوب، ووحد الصفوف، وأقام دولة لا يمكن اختراقها، أو التأثير على مسيراتها، من خلال دستور منح كل إمارة حقها ودورها في هذه الدولة، وأعطاها الصوت والعمل معاً لتكون شريكاً في استمرارية هذا الاتحاد قوياً وشامخاً، وله وزنه السياسي والاقتصادي والأمني على مستوى الدولة والمنطقة، وامتداداً على مستوى العالم.
* *
وعندما نكتب عن دولة الإمارات العربية المتحدة، فنحن نكتب عن تجربة، وعن إرادة، وعن عمل سياسي احترافي لا يضاهى، في حين يبلغ بنا الإعجاب والتقدير، وتثمين هذا المنجز الوطني والقومي شأواً لا يدركه إلا من زار دولة الإمارات، إمارة فإمارة، ومدينة فأخرى، فرأى بأم عينيه هذا التطور الهائل، وهذه المشاهد الجميلة، في الشارع والحي، وفي نمط العمران، فإلى كل الخدمات المتميزة التي نجدها في هذه الدولة الجميلة، وبالتالي لا نجد فيها ما يمكن أن يكون موضع ملاحظة نقدية، سواء في النظافة، أوالانضباط في سلوك الناس، أو مستوى الفنادق، والمطاعم، والخدمات الأخرى.
* *
أمس كان الوجه الأبرز، والرجل الذي يرتبط اسمه بالإنجازات في بلاده سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان يزور دولة الإمارات، يلتقي بشقيقه ورفيق دربه ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، في زيارة رسمية تم التخطيط لها بعناية، وحضر لها مجموعة من الملفات المهمة للتوافق حول مضامينها بين الشابين المحمدَيْن، امتداداً لتفاهمات كثيرة ومهمة أنجزت خلال السنوات القليلة الماضية، ما يعني أننا أمام زيارة مهمة، تحمل الكثير من التوقعات عن إضافات جديدة للعلاقات المتميزة بين بلدينا.
* *
والزيارة الأميرية التي تأتي بتوجيه من الملك سلمان، وترحيب من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، لنكون أمام هذا العناق بين الرجل الثاني في كل من الرياض وأبوظبي، وهي زيارة لها مدلولات ومؤشرات مهمة، تصب في مصلحة العلاقات الثنائية بين المملكة والإمارات، وتمتد إلى بقية دول المنطقة فالعالم العربي، بما سيتم خلالها من تفاهمات بين الأمير والشيخ في زمن تواجه فيه منطقتنا ودولنا الكثير من التحديات، بما لا يجعلها قادرة في مواجهتها، إلا بمثل هذا التنسيق والتفاهم والتعاون بين المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
* *
هناك بين المملكة والإمارات فرص كثيرة للتعاون، فكلا البلدين يتمتعان بإمكانات اقتصادية كبيرة، ولهما حضور وقبول واحترام دولي، ويمثلان في موقعهما الجغرافي، وتاريخهما الحضاري، وتوجهاتهما في دعم السلام والاستقرار في هذا الجزء المهم من العالم، ما يجعل من هذه الزيارة ومتابعة العالم لنتائجها، دليلاً على حيوية العمل المدروس والمتقن الذي ستكون نتائجه السارة في مباحثات المحمدَيْن مرضية ليس للرياض وأبوظبي، وإنما لكل الدول التي يهمها أن تكون منطقتنا في حالة أمن واستقرار وسلام.
* *
لقد امتزج دم الجندي السعودي بدم شقيقه دم الجندي الإماراتي في ساحات القتال، ودفاعا عن شرف لأمة، واستقرارها، ومنع أي تخريب، أو إرهاب، أو تآمر على أمنها، ما جعل هذا التلاحم صورة مضيئة أمام العالم للعلاقات السعودية الإماراتية، ووجهاً ناصعاً للأهداف المشتركة التي تؤمن بها القيادتان، وأولها هزيمتهما للإرهابيين ومن يدعمهم من دول وغيرها، وعلى رأس كل هؤلاء نظام إيران الذي يتآمر على شعبه وعلى جيرانه، ويقف ضد كل ما يسعد أبناء دول المنطقة بالتآمر عليهم وعلى مصالحهم، لهذا فإن الزيارة إنما هي إضافة إلى ما هي عليه علاقات الدولتين من تميز وتنسيق وتكامل.