فهد بن جليد
الصحافة الغربية وجدت نفسها مُجبرة على مُناقشة وتغطية تمثيل المرأة السعودية في العلوم الدقيقة والتكنولوجيا والهندسة والتقنية ومجالات العمل الأكثر دقة، وكيف أنَّها تفوَّقت حتى على نظيرتها من نساء العالم اللواتي سبقنها في الانخراط في سوق العمل، ما يعني أنَّ المرأة السعودية نجحت بقلب الطاولة في وجه المنظمات ووسائل الإعلام العالمية التي كانت تتربص بوضعها وظروفها في بلادنا وتُحاول سكب البنزين لمزيد من الحرائق والانتقادات ذات الأهداف والأجندات المشبوهة، لتجد هذه الوسائل والمنظمات نفسها اليوم مُضطرة لرفع سقف مُناقشاتها وتطلعاتها وأهدافها، حتى تتوافق وتتناسب مع مكانة المرأة السعودية اليوم وما حظيت به، بفضل الدعم الكبير الذي توليه الدولة والقيادة للمرأة السعودية، من ميزات ومكانة كبيرة جعلت منها نموذجاً يُحتذى به في المُشاركة والمُساهمة في بناء الوطن.
بعض الأصوات النشاز ذات الأجندات المشبوهة لن تتوقف، ولكنَّها ستصطدم بلغة الأرقام التي تعكس نسب مشاركة السعوديات وتأهيليهنَّ، حتى باتت هذه الوسائل مفضوحة أكثر بأساليبها الخبيثة في الترويج لصورة نمطية خاطئة ومشوَّهة عن وضع المرأة في السعودية. فما تقوم به المملكة وفق رؤيتها 2030 أثبت للعالم أجمع أنَّ مشاركة المرأة السعودية في بناء وطنها فريضة وطنية بتمكينها من حقوقها الشرعية، لتكون قادرة على فرض نفسها في سوق العمل وعلى كل الأصعدة كطاقة فاعلة يتم استثمارها من أجل مصلحة الوطن، ولا ادلَّ على ذلك من ارتفاع نسبة حضور المرأة في سوق العمل يتجاوزها حاجز الـ25 بالمائة من حجم الأيدي العاملة خلال سنوات قليلة، فما يميز المرأة السعودية العاملة أنَّ تجربتها مليئة بالشغف فهي تحمل رسالة مزدوجة للدفاع عن وطنها ولفرض نفسها في واقع جديد تم فيه منحها مساحة أرحب وأوسع لإثبات نفسها وقدراتها.
في مقاله يوم أمس لامس الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير الحقيقة بضرورة تحديث كل البيانات التي تتعلق بحضور المرأة السعودية وتأهيلها، فلغة الأرقام أبلغ رد يكشف الحقيقة، وكيف أنَّ بلادنا تخطو خطوات وقفزات ووثبات طويلة في طريق منح المرأة السعودية كل ما تستحق، منطلقة من منهج ثابت وواضح، يتوافق مع تعاليم الدين ثم العادات والتقاليد، ومصلحة المجتمع السعودي بكل تأكيد، دون التأثر بالأصوات المأجورة التي ما زالت تصرخ هنا وهناك.
وعلى دروب الخير نلتقي.