مها محمد الشريف
تحقيق لـ«رويترز»: يكشف بأن خامنئي أمر بالهجوم على منشآت أرامكو، وفي التحقيق أيضاً تفاصيل مؤامرة إيرانية يقودها مرشدهم ضد السعودية، هل نقرأ من خلال هذا التحقيق بأنه تهيئة لتقرير رسمي؟ ومنه للرأي العام العالمي لإدانة إيران وطلب معاقبتها؟ باعتباره انتهاكاً خطيراً يهدِّد اقتصاد العالم، فالتركيز على البعد السياسي الذي تنتهجه إيران يغطي كل مساحة تفسر ما صدر من تصريحات للنظام بأنه ضربة لمصالح أمريكا في المنطقة بعد فرض عقوبات مشددة عليها.
ذكرت الوكالة أنه قبل أربعة أشهر من الهجوم على منشآت نفطية في أرامكو بالسعودية بطائرات «درون»، تجمع مسؤولون أمنيون إيرانيون في مجمع شديد التحصين في طهران. كان بين الحاضرين قيادات عليا في الحرس الثوري، وتشمل اختصاصاته تطوير الصواريخ والعمليات السرية.
لا شك أن هذا منحى ومنعطف جديد سيكون بعده عمل كبير لإيقاف إيران ولصوصية نظامها ومواقفه السياسية العدائية وتحميله المسؤوليات في سياق الاحتكام للقانون الدولي، فما قامت به هو تهديد للجميع، وتنبيه استباقي لواقع السقوط والتدهور الذي وصلت إليه، ودليل إفلاس لدولة الكوارث ونتيجة الوضع الخانق الذي صنعه النظام.
ولب الحقيقة هنا، «أن الطائرات المسيرة والصواريخ «جاءت من أرض إيرانية، من قاعدة إيرانية»، حسب التقرير والمنطق والمفهوم، وبعد هذا التقرير وهذا الاعتراف ارتفع التصعيد في لبنان والعراق وحرك نظام طهران أذنابه لقتل المتظاهرين كما يحصل في مدنها وقراها كعادة إيران لصرف الأنظار وتمييع الموقف في الإعلام ليتراجع في الأهمية مقارنة بالأحداث الدموية التي تمارسها عبر حزبها في لبنان.
لم تكن ثمة حاجة إلى حبك المؤامرات في الظلام نظراً لتاريخ إيران الدموي، فكل شيء يشير إلى أن الإبقاء على المسار نفسه سيضمن وقوع المزيد من الكوارث الأكثر وحشية، لذلك قال المسؤول المطلع على عملية صنع القرار في إيران إن الخطة التي وضعها القادة العسكريون الإيرانيون لضرب منشآت النفط السعودية تطورت على مدار عدة أشهر، واعترف بأن التفاصيل حدثت في خمسة اجتماعات أو أكثر وصدرت الموافقة النهائية» بحلول سبتمبر - أيلول.
باتت بلداً ذا صراعات لا متناهية تنتهج الحرب في سياستها وتهدِّد أمن واستقرار المنطقة، قال عنها مايك بومبيو: «إيران يشن» عمل من أعمال الحرب». من هنا نستطيع القول بأن احتمالات الرد أصبحت مفتوحة ويجب تحول الأمر لمجلس الأمن، لأن الدولة يتولى أمرها كبار المسؤولين العسكريين مع كبيرهم الذي علمهم المكر والغدر، والحقد والكراهية خامنئي، والتجاوزات التي تخطت كل الأعراف والقوانين السياسية ومعاقبة هذا النظام، فالأمر لا يجوز التقليل من شأنه.