هل من جديد يقال عن الهلال.
ماذا تكتب عنه وماذا تقول؟!
قصُرت الكلمات عن البوح بما تكتنزه المشاعر، فريق يعانق السحاب فينثر الفرح، فريق يأبى المقاعد الخلفية وموقعه دائمًا فوق المنصات يتقلد أوسمة بطولاته.
الكل يقف احترامًا وإجلالاً لهذا المارد الذي تهتف جوارحهم حبًا وعشقًا وهيامًا به.
لك المجد يا هلال أينما وليت وحيثما كنت ولك الحظوة والبطولات في تنوعها، قد حزت عشق الأحداق في كل صوب.
إن معنى الهلال هو أن تنام قرير العين فرحًا مستبشرًا.
فالهلال دواؤك إذا أصابك الملل فهو الأنيس وطارد الكآبة.
قد أشغل الهلال محبيه وكارهيه فهو الحاضر الدائم في كل محفل.
حقق البطولات فسالت على ذكره الأحبار وتصدر الأخبار وأُفردت له الصفحات وقُدّمت له البرامج.
لن أتكلم عن الهلال فنيًا فقد أشبعه المحللون بما يستحق ولكن هناك جانب يكاد خفيًا في الهلال وهو الجانب الاجتماعي والإنساني فالهلال هو النادي الذي أنشأ قبل 40 سنة تقريبًا مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وهو النادي الذي أنشأ المسؤولية الاجتماعية التي قدمت خدمات جليلة في المجتمع من عيادة للمرضى وتلمس لحاجات الأسر والهلال هو الذي أمر بصرف راتب شهري مستمر لذوي أحد اللاعبين حين توفاه الله.
والهلال هو من بقي على تواصل مع لاعبيه الأجانب بعد رحيلهم عن النادي فعشقهم له خلق تواصلاً معه فالهلال بيئة إنسانية خلقت هذا المد الشعبي والجماهيري.
بعد تحقيق الهلال البطولة الآسيوية كان من ضمن المشاركين في أحد الاستديوهات التحليلية اللاعب طارق التايب الذي قال عن الهلاليين إنهم لم يتعاملوا معه كلاعب بل تعاملوا معه كإِنسان، هذا كلام كبير من لاعب كبير وكذلك اللاعب ويلهامسون وقبلهم ريفالينو قائد منتخب البرازيل وكثيرون غيرهم ما زال ارتباطهم قائمًا بالهلال.
هنيئًا للوطن هذا العملاق الذي اختارته منظمة اليونسكو ليكون ممثلاً لها ضمن نخبة من أبرز الأندية العالمية وهنيئًا لعشاقه الزعماء بطولتهم الآسيوية السابعة ومن ثم هنيئًا لهم التأهل الثاني عالميًا.
هنيئًا للهلاليين البطولات الماطرة وإخضرار ربيعها وفوح ازهارها وبوح أطيارها هنيئًا لكم عنفوان الهلال وثباته على القمة، المجد لكم علوًا في السماء وسطوة في الميادين.
** **
- سعد بن عبدالله الدريس