عثمان أبوبكر مالي
أزاح لاعبو فريق الهلال لكرة القدم عن كاهلهم هماً كبيراً جداً ظل جاثماً على صدور جماهيرهم سنوات طويلة، هو الوصول إلى (العالمية) والمشاركة في بطولة العالم للأندية لكرة القدم.
عشرون عاماً مضت منذ انطلاقة البطولة في نسختها الأولى عام (2000م) والصراع قوي وعلى أشده عند الهلاليين جميعاً، بحثاً عن (العقد) الثمين لإنجازاتهم (الفريدة) التي غطت كل بطولات كرة القدم (المتاحة) والمسموح له المشاركة فيها، بل والحصول عليها، سواء على الصعيد المحلي والإقليمي (خليجياً وعربياً) أو الآسيوي (بطولات الدوري والكؤوس والسوبر) وأخيراً (العالمية) التي خضعت وجاءت راضخة.
مشاركة (الزعيم) القادمة والأولى له في بطولة العالم للأندية؛ ننتظر أن تكون مختلفة عن مشاركتي الفريقين السعوديين الأولين فيها، النصر والاتحاد (والأخير حلَّ رابعاً في نسخة عام (2005م)، بل عن كل مشاركات فرق آسيا الأخرى في البطولة، والتي كان أفضلها الوصول إلى المباراة النهائية، وتحقيق لقب الوصيف، وهو ما فعله فريق العين الإماراتي في النسخة الأخيرة الماضية (2018م) وسبقه إلى ذلك الفريق الياباني كاشيما انتلرز في نسخة عام (2016م) وكان فريق الرجاء البيضاوي (المغربي) أول فريق عربي يصل إلى نهائي البطولة في نسخة عام 2013م عندما أُقيمت لأول مرة في المغرب الشقيق، مما يعني أن فرصة الوصول إلى ذلك أمر ممكن جداً للفرق الآسيوية والعربية المشاركة في البطولة، وفي مقدمتها الهلال، رغم صعوبة وقوة الفرق الممثلة للقارات الأخرى الموجودة في البطولة والتي يتقدّمها فريق فلامنجو البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية (كوبا ليبرتادوريس) وفريق ليفربول الإنجليزي (بطل دوري أبطال أوروبا) وهما المرشحان الكبيران والأولان لتحقيق البطولة، يساعدهما في ذلك (نظامها) الذي يسمح لبطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية المشاركة مباشرة في (نصف نهائي البطولة) لكن هذا النظام لم يمنع ممثلي القارات الأخرى (خارجهما) في أكثر من نسخة عن الوصول إلى المباراة النهائية، وهو ما فعله في نسخة عام 2010م فريق مازيمبي (الكونغوالديمقراطية) بطل إفريقيا وأيضاً الفريق الإكوادوري (ليغا دو كيتو) نسخة 2008م، بالإضافة إلى فرق الرجاء وكاشيما والعين، ولذلك ليس مستبعداً أن الهلال بكوكبة أسمائه ونجومه وما يملكونه من خبرات ويعيشونه من معنويات عالية؛ قادر، بل ومؤهل جداً ليفعل ذلك هو الآخر وليصبح أول فريق سعودي يصل إلى نهائي البطولة (العالمية) للأندية..
وربما حقق الحلم وحصل على الكأس (لمَ لا)؟!
كلام مشفر
* الهلال الذي ظهر قوياً ومنظّماً ومتماسكاً في مباراتي نهائي دوري أبطال آسيا أمام فريق (أوراوا) الياباني، سيزداد قوة في بطولة العالم، عندما يبدأها أمام بطل إفريقيا فريق الترجي (التونسي)، حيث تسمح قوانين البطولة للفرق المشاركة بنفس نظامها (قوائمها) المحلية.
* ذلك يعني استفادة (الزعيم) من بقية لاعبيه الأجانب الثلاثة الذين لم يشاركوه في المعترك الآسيوي، الذي يعتمد في المحترفين الأجانب نظام (3+1) ثلاثة أجانب ورابع آسيوي.
* سيستعيد الهلال إلى قائمته في البطولة الثلاثي الأجنبي كارلوس إدواردو (برازيلي) والسوري عمر خربين والكولمبي كويلار، وحتماً ستزيد مشاركتهم من قوة ومستوى الفريق الأزرق، وخيارات المدرب على دكة البدلاء.
* استضافت اليابان بطولة العالم للأندية ثماني مرات، من نسخة عام 2005م وعلى ثلاث مراحل ولم يصل منها للنهائي خلالها إلا فريق واحد لمرة واحدة وهو فريق (كاشيما انتلرز) في آخر نسخة استضافتها طوكيو عام 2016م.
* غداً يخوض منتخبنا الوطني لكرة القدم أولى مبارياته في بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 24) وهي البطولة التي خسرت كثيراً من رونقتها وقوتها والاهتمام الإعلامي بها، بعد أن فقدت أهميتها وتأثيرها ودورها (القديم) المفيد للكرة وللرياضة والرياضيين في المنطقة وكرة القدم على وجه الخصوص.
* بطولة الخليج أصبحت بطولة الذكريات، عندما تُقام يجتر الكثيرون ماضيها ونجومها وكثير من مبارياتها القوية العالقة في الأذهان، لكن من يصدق أن هذه البطولة عندما يلعب الأخضر السعودي أمام الأزرق الكويتي سيغيب عنه نصف لاعبيه الأساسيين، والأمر يمضي برداً وسلاماً عند مشجعي الأخضر جميعاً، الذين تجاوزت طموحاتهم وتطلعاتهم وثقافتهم هذه البطولة.
* لا ينافس موسم الرياض المزدهر في (جماهيريته) هذه الأيام سوى الهلال بعد إنجازه القاري، فكيف، إذا نجح في تسجيل (أولوية) جديدة في بطولة العالم لكرة القدم؟! أتوقّع عندها أن يغطي على كل ما حوله ويتحول موسمنا الرياضي بأكمله في كل بطولاته المحلية إلى (موسم الهلال).