محمد بن عبدالله آل شملان
كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - السنوية في مجلس الشورى، أراها تتميز وتنفرد عن الكلمات السابقة.
وللتوثيق هنا، فإننا كشعب سعودي يحب ملكه، نترقب دائماً إليه عندما نعلم بأن هناك كلمة سامية سيلقيها - أيَّده الله -، علاوة عن المضامين التي يختزلها الملك سلمان فيما يوجهه لأبناء وطنه ولمسؤولي مملكته، حبورنا وسرورنا يكون حينما ننصت لقائدنا الأول، صوته الواثق يحمل لدينا الثقة المستمرة، عزيمته وإصراره وشجاعته وتحديه، صفات تدرّس، ويجب أن نقوم بتربية أبنائنا عليها.
«سلمان بن عبدالعزيز» رجل يعرف متى يتكلم، وما هو الكلام الذي يقوله، وكيف يوجهه، وأين يضع النقاط على الحروف، وكيف يحرك بيديه في الاتجاه الذي يجب أن يسير اتجاهه هذا الوطن، وتتراصّ جهودنا كلٌّ في موقعه لتحقيق هذه الأهداف.
لذلك أقول إن الكلمة الأخيرة في مستهل أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة أراها مميزة بشكل لافت، لأن ملكنا العزيز أبدع فيها من التطرق لكافة الجوانب ذات الأهمية المعنية بالوطن والمواطن، لم يغفل عن جزئية صغيرة، حاز على جوامع الكلم بصورة مميزة، حتى كاد يتخيل سامعها بأن موضوعاً من موضوعاتها قد يتقدَّم على الآخر لأولويته، فنجد أن جميع الأمور نالت من اهتمام ملكنا «سلمان»، عبر الإشارة لها، والحديث عن منجزاتها وغاياتها المستقبلية، والتحديات المتوقعة، والأهم ماذا يجب علينا أن نعمل اتجاهها.
هذه الكلمات لا يجب أن تسير كلماتها إلى أسماعنا وينتهي المطاف بها عند هذا الحد، بل هو خطاب مباشر لك يا أيها المواطن من قبل قائدك الأول، من قبل ملكنا الذي سلّمنا بمشروعه الإصلاحي الوطني، ونعتز بإنسانيته بشجاعته وشهامته، هو حديث من الأب لأبنائه، ومن ربّان السفينة إلى طاقمها.
لغة الواثق، ولغة المتوقع خيراً في أبنائه، هذه هي نبرة خطاب ملكنا «سلمان» الدائمة، دققوا فيها، فتِّشوا فيه، ركِّزوا في تفاؤلها، في حزمها، في عزمها، تفكّروا في أسلوبها المستخدم، ستعرفون أنها لا تخرج عن كونها كلمات صادرة من القلب، صادرة عن رجل يشير بها لأناس هم في مهجة قلبه، يسعى لنفعهم، ويدعوهم إلى تلاقي يده الكريمة مع أياديهم.
هذه هي الجزئية الخاصة بك يا مواطن حينما تستمع لخطاب قائدك. أما بالنسبة للمسؤولين، ولأعضاء مجلس الوزراء، ولأعضاء الشورى، فإن خطابه - أيَّده الله - لا يخرج عن كونه أسلوب عمل متجدداً دائماً، يعزِّز ما تحقق من مكتسبات، يقدِّر ما بذل من جهود، يضع التحديات المستقبلية، ويذكر كل مواطن في مكانه بما عليه من واجبات.
تطوير جوانب الصحة والخدمات، والاهتمام بالشباب، وتقوية الاقتصاد وتنويع مصادر دخله، وتعزيز العمل الاستثماري في شركة أرامكو، وتحقيق رضا المواطن، وإيجاد فرص عمل للمواطنين والمواطنات وخفض معدل البطالة، والافتخار بدور جنودنا الأبطال في الحد الجنوبي والاهتمام بأسر شهدائهم والمصابين منهم، دون إغفال أهمية تعزيز دعائم الأمن والاستقرار في الوطن، كلها محاور فيها مسؤوليات ومهام جسام تقع على عواتقنا جميعاً مواطنين ومسؤولين، وقبلها جميعها أمور تعتبر هاجساً يومياً يحيط فكر هذا الملك، فهو رأس الوطن، وهو الأكثر حرصاً على أن تُنجز كل هذه الخطط، وأن تُكلَّل كل هذه الجهود الدؤوبة بالنجاح والتميز، فقيادة أي وطن تحتاج إلى قائد حصيف ذكي شجاع وقوي ليمضي به في المسار الصحيح، وهذا ما نعلمه عن ملكنا «سلمان بن عبدالعزيز» - حفظه الله.