علي الخزيم
20 نوفمبر من كل عام هو الموعد المتفق عليه بتوصيات هيئة الأمم المتحدة عام 1954 ليكون يوماً لإظهار وإبراز العناية بالطفل ونيله لحقوقه، وجاءت التوصيات داعية جميع البلدان لأن تقيم مراسم هذا اليوم بوصفه يوماً للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال، إلَّا أن المجموعة العربية قد تحفَّظت على ما يتعلق بحرية المعتقد الديني.
وبهذه المناسبة ثمّن نائب وزير التعليم ما تحظى به مرحلة الطفولة من اهتمام كبيرٍ وعناية مستمرّة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين، حيث تشارك المملكة الأسرة الدولية الاحتفاءَ بهذا اليوم الذي يمثّل فرصةً لإظهار منجزات المملكة بهذا المجال، وإبراز مساعيها الهادفة لتعزيز الأمن النفسي والفكري لدى الأطفال، وتوفير الحماية اللازمة لهم من كل أشكال العنف، وتحقيق أعلى درجات الرعاية لهذه المرحلة العمرية التي تحتاج إلى عنايةٍ خاصّة.
ولفت الانتباه من كلام نائب وزير التعليم تركيزه على أن الوزارة تعمل على مواصلة مساعيها لحماية الأطفال وتوفير البيئة المدرسية الآمنة لهم، وحماية حقوقهم بما يضمن حصولهم على تعليم نوعي في بيئة تعليمية تراعي احتياجاتهم النفسية والعاطفية والفكرية والجسدية بكل مراحل التعليم، من خلال تبني جملة من المبادرات والبرامج المحققة لهذه الأهداف، وأرى أن التبني يلزمه العمل الفعلي الجاد المتتابع المتكامل وتظافر جهود قطاعات الوزارة لتحقيق الهدف المنشود، ورصد النتائج المتحصلة لتقييم الجهود على فترات زمنية محددة.
وإني لأجد دافعاً للتذكير بأن العرب ومنذ ما قبل الإسلام هم من أوائل من دافع عن حقوق الطفل وأثبتوا له كرامته كإنسان له حق التمتع بحياته وحقوقه، اقرأوا عن العربي النبيل (صعصعة بن ناجية التميمي) جَد الفرزدق وغيره من رجالات العرب الأفذاذ مثل (زيد بن عمرو بن نفيل)؛ فقد كانا من أبرز من فادى الموؤدات من الأطفال، حيث ورد أن حالات وأد محدودة جرت بسبب الفاقة وضيق الحال أو من أفراد يُغلِّفهم الجهل وقصور بالفهم وسوء التقدير للأمور، وقيل إن صعصعة أول من فعلها من تميم فيما كان ابن نفيل أول قريش، فهل يمكن بَعْدُ أن توصف مثل هذه القامات بالجاهلية، فالوصف ربما قد وُجِّه لمن لا يؤمن ويصدق برسالة النبي المصطفى.
ومن عجائب المقارنات الدالة بالبراهين القاطعة على حجم ما تقدمه المملكة للأطفال ولتعليمهم بكل ظروفهم وأحوالهم ومواقعهم كمثال فقط، وبين ما تفعله عصابات إيران من حوثيين وغيرهم تجاه أطفال بالبلاد العربية والإسلامية من ظلم وقهر وإرهاب، فقد أعلنت وزارة التعليم مؤخراً أنها تقدم 5600 برنامج لدعم الأطفال ذوي الإعاقة تخدم 76000 طالب وطالبة، يقوم على تدريسهم قرابة 14000 معلم ومعلمة من ذوي التخصصات المختلفة بالتربية الخاصة، وضمن مشروعات الوزارة الوصول بالخدمات التعليمية إلى الأطفال المنومين بالمستشفيات ومراكز الأورام ومن في حكمهم للتغلب على مشكلة انقطاعهم عن الدراسة، كما يتم فتح فصول دراسية بعدد من المستشفيات لتعليم المصابين بأمراض مستعصية أو مزمنة خلال تلقيهم العلاج، دام عز بلادي.