عبدالله العمري
نجح نجوم الهلال في تطويع بطولة دوري أبطال آسيا بعد أن تمردت عليهم في عام 2014 بسبب صافرة نيشمورية ظالمة سلبت حق الهلال بالبطولة في واقعة سيدني المشهورة.
وفي عام 2017 وقف الحظ أمام تفوق الهلال ولم ينصفه لتذهب البطولة لفريق أوراوا الياباني.
فوز الهلال بدوري أبطال آسيا 2019 ليس هو كل الحكاية، فالهلاليون اعتادوا على الذهب كثيراً، والذهب بات يعرف طريق الخزنة الهلالية جيداً.
ما حدث هو أن الهلال حقق لقبًا قاريًا مهمًا جدًا أحوج ما تكون له الكرة السعودية في الوقت الحالي بسبب ابتعاد منتخباتنا الوطنية والأندية السعودية منذ سنوات طويلة عن الألقاب والبطولات القارية لأسباب عديدة.
ما تحقق هو منجز للوطن وليس للهلال وحده، لذا كانت الفرحة كبيرة والتفاعل مضاعفًا من جميع أبناء هذا الوطن سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي بالمنجز الهلالي الذي تحقق، الذي فيه استعاد كثيرًا من هيبة الكرة السعودية التي فقدتها في السنوات الأخيرة.
تعودنا من الهلال دائماً حمل لواء الكرة السعودية وتشريفها في كثير من المحافل والبطولات التي يشارك فيها، وتحقيقه للقب الآسيوي ليس بمستغرب، فلا جديد يُذكر ولا قديم ينعاد فهو فقط أضاف اللقب الآسيوي السابع لخزائنه وسجلاته.
ما قدمه لاعبو الهلال من أداء رجولي وبطولي وقتالي في مواجهتي الذهاب والإياب يستحق التقدير والإشادة من الجميع وإنصافهم، وهو الأداء الذي من خلاله استحقوا اللقب الآسيوي بكل جدارة واستحقاق بشهادة اليابانيين أنفسهم الذين انبهروا من نجومية نجوم الزعيم العالمي.
الهلال من الممكن أن يتعثر مرة أو مرتين لكن لا يمكن أن يسقط للأبد...
الهلال مصدر سعادة وفرح لعشاقه الكثر..
الهلال من أسسه زرع الحب والوفاء في أبنائه، شاهد حالة الوفاء التي تجمع الهلال مع مدربيه ولاعبيه الأجانب السابقين الذين لعبوا بصفوفه قبل سنوات واستمرارهم في متابعته دائماً حتى بعد انتهاء علاقتهم الرسمية معه، عندها فقط ستكتشف أن هذا الهلال نادر بين الأندية بالوفاء مع منسوبيه ومحبيه ومن يرتدي شعاره لا يمكن أن يغادره أو ينساه بسهولة.
هذا الهلال ظل ثابتاً في المنافسة والبقية متحركون من حوله يبحثون عن شرف منافسته على البطولات.
ومع هذا الإنجاز الكبير الذي تحقق لابد لأي منصف وعاقل أن يشيد بما يقدمه رئيس الهلال الشاب الخلوق فهد بن نافل الذي طبق فكرًا إداريًا جديدًا في الرياضة السعودية من خلال العمل بصمت وهدوء بعيداً عن الإعلام، فهو الرئيس السعودي الوحيد الذي بالكاد تجده يلاحق الإعلام وبريقه فهو بعد كل مباراة أو حدث ينسحب بهدوء دون أي ضجيج، وأسس نهجًا جديدًا في الرياضة السعودية، وهو التفرغ للعمل دون أي ضوضاء إعلامية، لذا استحق هذا اللقب القاري الذي تحقق للهلال بفترته لكي يدون اسمه بماء من ذهب في سجلات الزعيم المرصعة بالبطولات والمنجزات، لأنه يستحق وسيبقى ابن نافل في ذاكرة الهلاليين كثيراً.