أ.د.عثمان بن صالح العامر
شرفني معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم مع مجموعة من الزملاء الأكاديميين الباحثين بمصاحبته في لقائه الأربعاء الماضي بصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير منطقة حائل، والذي كان مخصصاً لعرض بعض الدراسات التي قامت بإعدادها فرق بحثية من الأسرة الأكاديمية في الجامعة، وبمشاركة باحثين متخصصين آخرين من جامعات سعودية ومراكز بحثية علمية داخلية وخارجية، ولعل من أهم هذه الدراسات على الإطلاق (موسوعة حائل) التي استلم سمو الأمير نسختها الأولى في مطلع اللقاء، وكذا دراسات (خطر السيول)، و(الاستراحات)، و(السياحة الصحية والاستشفائية) والتي عرض كل رئيس فريق بحثي تعريف موجز عن دراسة فريقه، ومن ثم دار حوار ونقاش طويل وموسع عن هذه المنجزات العلمية النوعية المتميزة.
لن أستطيع في هذه المساحة الضيقة أن أعرض لما قيل، ولن أعرج على ما تضمنته هذه الدراسات من مادة علمية متميزة، ولا ما انتهت إليه من نتائج وتوصيات، ولكنني أسجل هنا إعجابي الشديد بسعة أفق سمو الأمير وإلمامه الشامل والكامل في جميع ما طرح من رؤى علمية خلصت لها الدراسات محل النقاش بعد العرض، كما أسجل في هذا المقام بكل فخر واعتزاز تثمين صاحب السمو الملكي أمير المنطقة جهود الجامعة البحثية ومشاركتها الفعلية من خلال هذا النتاج العلمي النوعي المتميز في مسار التنمية الشاملة في المنطقة، الجدير بالذكر أن جامعتنا (جامعة حائل) اهتمت اهتماماً كبيراً وبشكل علمي مدروس بهذا النوع من الدراسات والأبحاث التي تعالج مشاكل قائمة، أو تستشرف غداً منتظراً، أو تقدم رؤية تنموية مناطقية - وطنية جديدة تتوافق مع برنامج التحول الوطني 2020، وتنسجم تماماً مع رؤية المملكة 2030، ولعلها أول جامعة سعودية تصدر موسوعة ضخمة قوامها خمس مجلدات عن المنطقة التي هي فيها، وهي الجامعة الوحيدة -حسب علمي- التي خصصت (كرسي بحثي) عن دراسات المنطقة، ألا وهو كرسي ابن حائل البار ورجل الخير المعطاء المبارك معالي الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد (كرسي الدكتور ناصر الرشيد لدراسات حائل).
إن هذا التكامل بين الإرادة السياسية والمتابعة الأميرية من جهة، والمؤسسات البحثية الأكاديمية العلمية في المنطقة ممثلة بالجامعة من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة رجال المال والأعمال -القطاع الخاص-، هذا التكامل هو الركيزة الأساس لتحقيق تنمية شاملة مستدامة قائمة على أساس علمي صحيح، ولذا حق لنا في حائل أن نعتز بتحقق هذا النوع من الانسجام والتوافق والتكامل بين هذه الأركان الثلاث، فشكراً لسمو أميرنا المحبوب، شكراً لأسرة الجامعة، وشكر خاص لكل من دعم وساند وبذل وشارك في هذا المجال الهام (البحث العلمي) وعلى وجه الخصوص ممولي الكراسي البحثية - العلمية في الجامعة، ولنا عودة قريبة بإذن الله للحديث عن (موسوعة حائل) والدراسات التنموية المتخصصة التي كانت محل عرض ونقاش في هذا اللقاء العلمي المتميز -محل الحديث- ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام