د.عبدالعزيز الجار الله
الدرعية لها بداية تاريخية وحضارية وسياسية، عام 1744م ولا لها نهاية أو نهاية مفتوحة، الدرعية بداية تشكل الدولة لتكون الدرعية عاصمة سياسية لمعظم وأكبر أقاليم الجزيرة العربية، حيث كانت الجزيرة العربية تضم بعض الكيانات السياسية والبعض الآخر جماعات سكانية تعيش إما في جبال أو على أطراف نفود الرمل، أو على المرافئ والشواطئ للصيد والتجارة البحرية، أما تاريخ الدرعية الحضاري فلها حقب استيطانية تعود لأعماق التاريخ لحضارات الممالك العربية قبل الإسلام.
الذين حركوا جيوشهم عام 1818م من مياه البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود كانوا محملين بأحقاد لتدمير الدرعية كونها عاصمة للدولة السعودية، وبالتالي شتات أهلها وسكانها وتصفية قياداتها، هؤلاء الغزاة كانوا يعتقدون أن الدرعية ستتحول إلى وادي أخدودي مقبرة لحكام الجزيرة العربية في أوائل القرن التاسع عشر، وسوف تدفن في مقابر الدرعية الدولة والناس وأحلام وسط الجزيرة في تأسيس بلاد حدودها جبال اليمن ورمال الربع الخالي جنوباً وشرقاً الخليج العربي وغرباً البحر الأحمر وشمال صحراء العراق وبادية بلاد الشام، وتنتهي دول الجزيرة وطموح شعبها.
لكن أراد الله أن تعود الدولة السعودية الثانية وحكام هذه الدولة بعد عام 1818م وفعلياً 1824م حتى عام 1891م، فامتص الحكام الضربة الأولي هزيمة الدرعية كما امتصتها جبال طويق ووادي حنيفة وحافات طويق الغربية، وظهرة طويق الطولية، وصفراواتها وانحدارها المتدرج شرقاً، ورمالها الشمالية الثويرات، ورمالها الجنوبية الربع الخالي جنوباً.
ثم شاء الله أن تعود الدولة السعودية الثالثة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز 1902م وحتى الآن -بإذن الله- ليتوج الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- مشاريع عدة كان آخرها مشروع بوابة الدرعية التي دشنها الملك سلمان يوم الأربعاء الماضي بمبلغ (64) مليون ريال ومبالغ أخرى صرف على تطويرها من الثمانينيات الميلادية تعاقبت على رئاستها قطاعات عديدة، وتشتمل بوابة الدرعية على: ميادين حضارية وقرية تاريخية، وعدة متاحف، ومناطق للفنون والتسوق والترفية والرياضة والضيافة والمعارض، وجامعة أكاديمية تركز على حفظ التراث والفنون والإعلام والفندقية والضيافة كتخصصات وكليات أكاديمية، لتعود الدرعية واجهة حضارية وعلمية وساحات مفتوحة للزوار والباحثين ورمزية دولة وحدت الجغرافيا والسكان.