سلوى الطوالة
يعرف بأنه Training إذا كان التدريب وسيلة حديثة وفعالة لتحسين وتطوير أي مجال من المجالات الحياتية المختلفة، أكان ذلك في المجال الشخصي، الدراسي، المالي، العملي، العائلي، الصحي أو أي مجال آخر، والتدريب اليوم يحتل مكانة مركزية بالعالم كوسيلة هامة وفعالة لتحقيق الأهداف عن طريق تقسيمها لمهمات صغيرة.
وفي استقراء لعينات بسيطة من الجمهور محل الدراسة وجدنا أن غالبية الموظفين في حاجاتهم التدريبية ينقسمون في أهدافهم لحضور الدورات التدريبية من خلال اعتبار حضوره فرصة للتخلص من أعباء العمل، ومنهم من يكون هدفه التدريبي تقليد للموظفين الآخرين وهو فرصة للالتقاء بوجوه جديدة ولعلنا لا نكون مجانبين للصحة إن قلنا منهم من يجد بالخروج للتدريب وسيلة للهروب من العمل والتزاماته وبه يغير (جو) وغالبية المتدربين هدفهم للوصول لمستوى أعلى في الوظيفة فالدورة سلم للترقيات التي أضحت كأمنية صعبة حتى على الأحلام أن تأتي بها، حيث أن هؤلاء يرون أن ما سيحتاجه من مهارات وظيفية سيحصل عليها في دائرته المهنية التي يعمل بها بأبجديات بسيطة سيلقنه عليها الموظفون الذين يعملون معه في المكتب!
فاستمرت مؤسسات كثيرة تدور بعجلة تطويرية بطيئة ناهيك عن هالة من الدعاية الداخلية بين الموظفين ضد أي محاولة جادة في التطوير.
فالسؤال الذي يواجه المدرب في غالبية الدورات التدريبية: هل سنحصل على ترقية حال حصولنا على هذه الدورة؟ وهل هذه الدورة ستدخل ضمن الدورات المعتد بها في دائرتنا الوظيفية للترقيات مستقبلاً؟ أم هل سنحصل على حافز الخروج قبل وقت انتهاء الدوام إن حضرنا الدورة؟ ولعلكم تقلصونها من ثلاث أيام إلى يومين مع بقاء عدد الساعات دون تقليص في تدوينها بالشهادة!!!
وعلى الجانب الآخر من عالم التدريب الفضفاض نجد بعض مِن مَن ينتحل شخصية المدرب يخشى أن يخيم الجمود متدربيه خاصة إن كان بين متدربيه ممن يعتبر الدورة ورقة خرساء ترفع نقاط سلم الترقية فقط، فيحضر الدورات التقنية بالذات وهو شارد الذهن محصي دقائق الخروج، ليجاهد مدربنا الهش بمعاوله على كسر هذا الجمود بعرض ألعاب تدريبية هي أشبه ببهرجة طفولية لإضاعة الوقت في محاولة مستميتة لزحزحة هذا الجليد القاطن في قاعته التدريبية، وكأنهُ وجد لإشاعة البرودة في داخل القاعة التدريبية رغم حياة الصيف وعمودية الشمس على رأس المدرب المستميت لجذب انتباه متدربيه.
فيزداد المتدربون حنقاً إن وضعوا في مستوى أقل من أن يحصلوا على الفكرة بطريقة عقلية تناسب أعمارهم ومستواهم التعليمي والوظيفي، الأمر الذي زاد في فجوة الرغبة لحضور الدورات التدريبية التطويرية.
لذا فصناعة التدريب من الصناعات الثقيلة فعمل المدرب لا يقف فقط عند جمع المادة العلمية وتفريغها في قوالب الحقائب التدريبية وحشو ساعات الدورة بالألعاب التي لا تمت لمحاور وفكرة الدورة بأي صلة من باب كسر الجمود، بل هو عمل به يكسب الموظفين المعلومات والمعارف والمهارات التي تتطلبها الوظيفة وممارستها تطبيقياً، إضافة إلى تطوير هذه المعلومات والمعارف والمهارات بما يتناسب مع التغيير المنشود سواء في مهام الوظيفة الحالية أو الوظائف المستجدة أو تطوير أداء الموظف وقدراته في أداء هذه المهام وفي تواصله واتصاله في بيئة عمله، بما يحقق لمؤسسته المزيد من الكفاءة والمهنية العالية.
العمل التدريبي يحتاج بحق لتعديل في بعض المفاهيم المترسخة في عقلية بعض المدراء كذلك، وأنا أقول هنا مدراء وليسوا قادة الذين لديهم عُطل في محرك القيادة الفاعلة بحق في تقسيم وتوزيع وتمكين موظفيهم من الالتحاق بالدورات التطويرية خشية أن يسبب حضورهم للدورات وانقطاعهم بالغياب عن عملهم خلل في جدولهم اليومي، الأمر الذي يكشف مدى اتكالية المدير على موظفيه وعدم أهليته لمهام القيادة، ومن المدراء من يخالف فكرة صاحبنا الأول فنجده في رفع الترشيحات لا يرفع إلا لفلان وفلان الأمر الذي يحرم زملاءهم من مساواة الفرص التدريبية، وبذلك فقد وجود صف ثانٍ وثالث في شغل الوظيفة حال تعثر الزميل أو غيابه لأي طارئ، الأمر الذي عثر النمو المهني المتطور في موارده البشرية.
وعلى صعيد المدرب نجد أن اسم ودرجة المدرب وخبرته لا تكفي لإنجاح العملية التدريبية ما لم يعي المتدربون وقياداتهم أهمية التدريب الإداري الفعال في تنمية الموارد البشرية العاملة بها.
لذا فدراسة مخرجات الدورة على المتدرب لا يكون إلا بخلق حلقة تواصل بين المطورين (جهة التدريب) ومدراء المتدربين لجمع نتائج الدورة وما اكتسبوه بعدها من خبرات وهمة وحماس ورغبة في العمل ولابد أن يغطي احتياج المهام الوظيفية وفق اللائحة التنظيمية في التوصيف الوظيفي بدءا بأقل الأعمال جهداً مروراً بالأعمال الحاسوبية الضرورية في الأعمال المكتبية وصولاً للحرفية المهنية وهذا هو الاستثمار والتطوير الوظيفي المطلوب.
ولعلنا إنصافاً للحق لنذكر لقسم الموارد البشرية في وزارة التعليم عملهم الدؤوب في السعي لتطوير الكوادر البشرية من الموظفين الإداريين شريان الوزارة التعليمية باستقطابهم جميعاً على فترات متفاوتة خلال السنة الدراسية، بدأ باستقطاب المعينين الجدد في لائحة الأولوية التدريبية المجدولة في انطلاق الخطة التدريبية السنوية للموارد البشرية مروراً بعاملين الخدمات المساندة (المراسلين) والعمل على رفع كفاءتهم المهنية والوظيفية بحرفية بناءة في الإيجابية والتواصل المتطور بما يرفع حس المسئولية الدينية والوظيفية ووعي دورهم المهم في دفع عجلة التطور بقفزات ثابتة وقوية وراسخة مواكبة للتطور بما يتوافق وسوق العمل لرؤية 2030م.
نحن جميعاً بحاجة التقدم والتطوير لنحقق التغير للأفضل والأنجح والمتميز فنحن أبناء وطن عظيم بأرضه الحرمين ومنه خاتم الأنبياء وهمة أهله كما شبه همتهم ولي العهد بجبل طويق، نحن أبناء سلمان الحزم والعزم فأهلا بكل ما يؤهلنا لتدريب ترتقي معه وبه طموحاتنا لنصل لأهدافنا حيث السمو فوق هام الدول.