إيمان الدبيَّان
لكل عمل متكامل أدوات تدعمه، ولكل علم يقدم آليات تخدمه، واليوم أصبح التعليم الجامعي عموماً، والدراسات العليا خصوصاً بفضل من الله، ثم بفضل محاور وأهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 يملكان كل الأدوات، والآليات التي تدفعها للتنافس على العالمية بعد إقرار مجلس الوزراء لنظام الجامعات الجديد، وبتفعيلها لبرامج الرؤية، ومنها برنامج تنمية القدرات البشرية الذي وصف بالتالي: ( يهدف برنامج تنمية القدرات البشرية إلى تحسين مخرجات منظومة التعليم والتدريب في جميع مراحلها من التعليم المبكر وحتى التعليم والتدريب المستمر مدى الحياة للوصول إلى المستويات العالمية، من خلال برامج تعليم وتأهيل وتدريب تواكب مستجدات العصر ومتطلباته وتتواءم مع احتياجات التنمية وسوق العمل المحلي والعالمي المتسارعة والمتجددة ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، بالشراكة بين جميع الجهات ذات العلاقة محلياً ودولياً. كما يسهم البرنامج في تطوير جميع مكونات منظومة التعليم والتدريب بما فيها المعلمين والمدربين وأعضاء هيئة التدريس والحوكمة وأنظمة التقويم والجودة والمناهج والمسارات التعليمية والمهنية والبيئة التعليمية والتدريبية لكافة مراحل التعليم والتدريب لتنسجم مع التوجهات الحديثة والمبتكرة في مجالات التعليم والتدريب).
بدأنا نلحظ، ونلمس أثر تفعيل هذا البرنامج على معظم الجامعات السعودية؛ وذلك من خلال تقديمها للعديد من البرامج، والمسارات التعليمية المختلفة، والتي تتناسب مع طموحات الوطن، وكذلك طرحها للعديد من الخيارات الدراسية التي تهدف إلى مخرجات متوافقة مع متطلبات الدولة الاقتصادية، والمهنية، والعلمية، ورأينا تلك الملامح الساطعة في نظام الدراسات العليا المدفوع في اغلب الجامعات السعودية، إلا أن هناك بعض الملاحظات التي أتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار خصوصاً في البرامج المدفوعة، وذلك بالخروج من النظام التقليدي في شرح المحاضرات للطالبات والذي ما زال يقدم في بعض الجامعات عن طريق الشاشات المغلقة التي غالباً لا يرى فيها سوى كلام مكتوب، وصوت مسموع فيضيع بعضاً من الوقت في تعديل وضع الرؤيا، وتوضيح الصوت لتعم الجدوى، أتُمَكِّنُ الدولةُ المرأةَ من العمل والقيادة فيه ولا تمكنها بعض الجامعات في بعض الأقسام من تلقي التعليم المباشر من الأساتذة في القاعات الجامعية ؟! ألم يكن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وهو معلم البشرية يخصص يوماً لتعليم النساء ؟! .
مهما كان الأستاذ متمكناً وكانت الطالبة مجتهدة فلن تصل المعلومة بسهولة، وبلاغة عبر الشاشات، ولن يكون الهدوء سائداً خلف المكبرات، فالعملية التعليمية مرسل ومستقبل يلزمهما لغة معينة للحوار والنقاش، والطرح، تساعد على تفسير المعلومات والشرح، جهود كبيرة تقوم بها المؤسسات الجامعية، وبها ومعها معقودة كل طموحاتنا الوطنية.
الرجل والمرأة شريكا التعليم والعلوم، وهما كفتان بموازنتهما كل تقدم وتطور يستمر ويدوم.
قد يكون الرجل أستاذي في الجامعة، وربما قائدي في العمل، وأحيانا مديري في الاجتماع، وفيها كلها يظل التواصل العملي والتعامل في نفس المكان وفق الأنظمة والحدود ويبقى الاحترام والالتزام مبدأ موجود.