عبدالمحسن بن علي المطلق
للأسف يكثر في آخر الزمن التشغيب في أمور شتى، وبين القيادة والأمة على وجه أكثر. ومن هنا أتت جملة وافية مستوفية الغرض لأحد المسؤولين حول الرد على ما يشاع بأدوات التواصل بوجه شافٍ كافٍ: «.. العودة إلى القنوات الرسمية»؛ فتلكم القنوات تقطع قول كل خطيب ينجرف قصدًا أو بحسن نية خلف أخبار مغرضة عن الوطن أو فعالياته.
وهكذا يجب، أو هو الواجب؛ فـ(ما آفة الأخبار إلا رواتها..) كما نعلم، ونعي أن تلكم السبل والقنوات التي ترمي أحايين كالشرر قلما تحب لوطننا استقرارًا؛ لأنها تؤزُّ أصحابها أزًّا، وهم -بالتالي- يسهلون إيصال مواد منافية للواقع، لكنها تؤدي غرضًا ما. ولدى أحبابنا في أم الكنانة مثال مفاده (العيار الذي لا يصيب يدوش)، بل ينبش قلوبًا خفت منها الغيرة، أو نوعية مُلئت على وطننا من أن تؤخذ بعين اعتبار أعزاء غالين.. ببعض غير اللائق مما يثار نقعه؛ فيتعجل بعضهم دون أن يتوثق من غيرة تدفعه، كذا نحسبه.
قال معاوية لعمرو بن العاص: حدَّثني عنك الثقة.. فقاطع عمرو (الثقة لا يحدِّث يا أمير المؤمنين). وهي كلمة أوجزها من قبل ديننا الذي (كره لكم قيل وقال).. لكن ماذا تقول لمن مهنتهم المتاجرة في زخرف القول، والانجرار خلف هذه المثلبة القائمة على الوشاية لإيغار الصدور، وملئها بالمنقول، وأكثره غير معقول.
يا أحباب، إن لوطننا مقامه، وكذلك لم يدع الأمر حبلاً على غارب.. بل يسَّر (قنوات رسمية)، تعلن على الملأ، ولا تماري بما لديها.. فعلامَ نستعيضها بمن همه على غير همّ الوطن، أو نوعية تخلط حقًّا بباطل.. مما لا تكاد تستبين يدك إذا ما أخرجتها من ذاك الجراب.. على ما علقته منه.. ثم ما الذي يضير من بلغه ما يريب مثلاً أن يسأل، يتواصل، ثم إن كان -والكمال لله- مما يحب إيضاحه أو إصلاحه فليتفاعل بوجه لا يريب (فولي الأمر مشرعة أبوابه للجميع).
وفق الله الجميع لكل ما يحبه ويرضاه، وجعلنا جميعًا عيونًا ساهرة لمعطيات الوطن، وعلى عزه، والغيرة عليه بأعين لا يرف لها طرف؛ فذاك أقل حقوقه علينا، وكما هو حق لولي الأمر.